استهل المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان مهمته الدبلوماسية أمس بالتحذير من خطورة اللجوء إلى الخيار العسكري، مؤكداً أن خطته تقوم على ثلاثة مبادئ، فيما أكّد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن «السيناريو الليبي» غير مطروح على الإطلاق، في حين رفضت تركيا تدخلاً عسكرياً «من خارج المنطقة»، تزامناً مع إعلان تونس استعدادها إرسال قوات لحفظ السلام.
وأوضح أنان، عقب لقائه العربي في القاهرة أمس، أن مهمته في سوريا «تقوم على ثلاث خطوات هي: وقف العنف وإدخال المساعدات الانسانية للشعب السوري والبدء في حل الأزمة سياسياً وإصلاحات فورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري»، مضيفاً أن مهمته «مدعومة من كافة القوى الدولية».
وبشأن احتمالات التدخل العسكري في سوريا ، قال أنان: «أتمنى ألا يأخذ أي شخص على محمل الجد قضية استخدام العنف، فالعملية العسكرية ستؤدي لتفاقم الوضع إلى أسوأ مما هو عليه الآن، وقد سبق أن جرّبنا ذلك في مناطق بالشرق الأوسط، والشعب يحتاج للمساعدة عبر الجهود الدبلوماسية والمبادرة العربية ستكون جزءا من الحل». كما حذر أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، من «حسابات خاطئة، الامر الذي يهدد بتداعيات على المنطقة باسرها».
واردف: «لا يجب ان ننسى الاثار المحتملة لسوريا على المنطقة». وكان أنان دعا في تصريحات سابقة «المعارضة السورية أن تأتي بجميع أطيافها لتعمل معنا من أجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري». وقال: «سنبذل قصارى جهدنا من أجل التعجيل بوقف الأعمال العدائية ووقف القتل والعنف»، مضيفاً: «ولكن بالطبع الحل النهائي للأزمة يكمن في التسوية السياسية».
سيناريو ليبي
من جانبه، قال العربي انه اطلع انان على كافة الخطوات التي قامت بها الجامعة العربية، موضحاً: «سيتوجه عنان يوم السبت إلى سوريا لبدء مهمته، التي تستند لوقف القتال وإدخال المساعدات والبدء الفوري للحل السياسي». وأبدى العربي أمله في نجاح عنان في مهمته «وإنهاء الحالة المؤسفة في سوريا». وشدد على أن الجامعة تريد حلًا عن طريق الاتصالات مع الحكومة والمعارضة. وحذَّر من أي عمل عسكري ضد سوريا، مؤكداً أن السيناريو الليبي «غير مطروح على الإطلاق».
تمايز مصري
من جانبه وفي موقف متمايز بشكل واضح عن موقف السعودية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي إن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عرض خلال اجتماعه مع أنان «رؤية مصر القائمة على ضرورة الحفاظ بكل السبل الممكنة على وحدة سوريا الإقليمية». وحذر من أن «طبيعة سوريا الجغرافية والبشرية ستلحق ضرراً هائلًا بالمنطقة إذا ما تحول الوضع إلى حرب أهلية مسلحة». وأضاف أن عمرو حذر كذلك من أن «انفجار الموقف في سوريا لن تقتصر آثاره على سوريا فقط وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها».
وتأتي زيارة انان للقاهرة قبل يومين من اجتماع يكتسب اهمية كبيرة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه العرب غداً السبت في العاصمة المصرية.
تركيا وتونس
سياسيا ايضا، قال الرئيس التركي عبد الله غول إن بلاده تعارض تدخل أي قوة من خارج المنطقة في سوريا، لافتا الى أن النظام لا يستطيع أن يستمر من خلال استخدام العنف ضد شعبه. وقال غول: «تعارض تركيا تدخل أي قوة من خارج المنطقة. هذا التدخل سيكون عرضة للاستغلال». وأكد غول ضمنا حضور فرنسا الاجتماع المقبل في اسطنبول لـ«أصدقاء سوريا» على الرغم من التوتر الدبلوماسي بين باريس وأنقرة بشأن إبادة الأرمن. بدوره، ذكر الرئيس التونسي منصف المرزوقي في مؤتمر صحافي مشترك مع غول في القصر الرئاسي التونسي إن بلاده «تعارض أيضا أي تدخل غير عربي في سوريا، وترغب في المشاركة في أي قوة حفظ سلام عربية ترسل إلى هناك».
مساعد فرنسي لأنان
أعلنت مصادر دبلوماسية أنه من المرجح أن يتم تعيين الفرنسي جان ماري غيهينو مساعداً لأنان في مهمة الوساطة التي يقوم بها في سوريا. وسيكون مقر غيهينو في نيويورك ولكن بإمكانه ان يرافق كوفي انان في رحلاته إلى الشرق الاوسط، حسب المصادر نفسها. ويتوقف تعيينه رسمياً على موافقة الجامعة العربية على ذلك.
يشار الى ان غيهينو كان يشغل منصب رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقد شغل هذا المنصب من 2000 الى 2008 بعد ان عينه فيه كوفي انان عندما كان اميناً عاماً للأمم المتحدة. وشغل ايضا عدة مناصب ادارية في فرنسا وفي وزارة الخارجية وخصوصاً في ديوان المحاسبة.
