يعاني قطاع غزة نقصاً حاداً في إمدادات الطاقة اللازمة لمناحي الحياة كافة، إذ تتسبب أزمة الطاقة حالياً في إلحاق أضرار كبيرة بالخدمات العامة في القطاع، فضلاً عن تسببها في أزمة إنسانية خطِرة، تتفاقم كلما تأخر التوصل إلى حل دائم، في ظل حصار خانق يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ عام 2006.

ويقول الموظف المسؤول في منظمة الصحة العالمية في غزة محمود ضاهر، إنه «إذا لم تستأنف محطات توليد الكهرباء عملها في الأيام القادمة، ستبقى بعض المستشفيات من دون كهرباء»، ما يهدد حياة آلاف المرضى بالخطر ويعرضها للموت.

من جهته، يؤكد الناطق باسم حكومة «حماس» فوزي برهوم، أن «الأزمة الحالية هي مشكلة سياسية، بدأت منذ ست سنوات. فالاحتلال الإسرائيلي، ورفض السلطة الفلسطينية تمويل قطاع غزة، وسياسة مصر في التعامل مع قطاع غزة من منطلق الحسابات الأمنية، كلها عوامل أسهمت في الوضع الحالي». ويضيف: إن «قطاع غزة بكامله أصبح من دون كهرباء منذ فترة».

ورغم إدخال الوقود إلى قطاع غزة من مصر عبر الأنفاق في فبراير الماضي، فضلًا عن إعلان مصر الاتفاق مع «حماس» على إمداد القطاع بالوقود اللازم وفق مراحل عدة، لكن الكمية لم تكن كافية لاستئناف تشغيل محطة توليد الكهرباء التي تتطلب أكثر من 400,000 لتر من الديزل يومياً لإنتاج 80 85 ميغاوات.

ويتلقى قطاع غزة أيضاً نحو 120 ميغاوات من الكهرباء من إسرائيل. ومع إغلاق محطة الطاقة بلغ العجز الإجمالي في الكهرباء أكثر من 60 في المئة من الإمدادات المعتادة.

 

خطر حقيقي

بدوره، يفيد نائب وزير الصحة في غزة حسن خلف بأن «الكهرباء لم تكن تعمل إلا لفترة 6 ساعات فقط يومياً خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى تأثر الحضانات ووحدات العناية المركزة وغرف العمليات بصورة كبيرة. وقد أصبحت الأزمة تشكل خطراً حقيقياً على الفئات الأكثر ضعفاً».

وكان مستشفى الشفاء، الذي يعتبر أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، من بين المستشفيات الأكثر تضرراً. وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، لم يتم نشره، كان المستشفى يتوفر على وقود يكفي لمدة 54 ساعة من التشغيل الكامل.

 

نقص المياه

كذلك، أثَّر نقص الكهرباء أيضاً في إمدادات المياه. ففي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال المدير الفني في هيئة مياه بلديات الساحل لقطاع غزة عمر شتات، إن «مضخات المياه فقدت 40 في المئة من قدرتها على نقل المياه إلى الآبار». وقبل إغلاق محطة توليد الكهرباء كانت المضخات تقدم نحو 220,000 لتر من المياه يومياً. وأضاف أن «المضخات يمكنها بالكاد ضخ 150,000 لتر يومياً».

ويزداد الوضع سوءاً بسبب ما يواجهه قطاع غزة حالياً من انقطاع للكهرباء عن المنازل لمدة 12 إلى 18 ساعة، لاسيما في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال.