تواصلت عمليات القتل في سوريا أمس، حيث أفيد عن إعدام 44 جندياً حاولوا الانشقاق في مطار عسكري بمحافظة ادلب قبيل اكتشاف أمرهم، فيما لاحق قصف قوات النظام سكان حي بابا عمرو في حمص الهاربين الى حي مجاور، في وقت لقي سبعة حتفهم بانفجار في مدينة درعا تضاربت الأنباء بشأن كيفية حدوثه بين سيارة ملغمة وانتحاري في حين حملت السلطات «إرهابيين» المسؤولية بينما اتهمتها المعارضة بالوقوف وراءها.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان أمس أنه «تم إعدام 44 جنديا أثناء محاولة ترتيب لانشقاق جماعي لـ50 من المجندين في مطار أبو الظهور العسكري في محافظة ادلب».

وأردف بيان الشبكة السورية أن ستة جنود تمكنوا من الفرار مشيرين الى ان قوات الجيش السوري رمت جثثهم في بحيرة السيحة.

 

اشتباكات واقتحام

وفي ادلب ايضا، قال نشطاء من المعارضة السورية إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الحكومية السورية وجنود منشقين بالقرب من الحدود مع تركيا. وقال الناشط محمد عبد الله لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات الحكومية «قصفت مناطق في المحافظة ومشطت عددا من الاحياء في المدينة بحثا عن الثوار». ولم ترد على الفور تقارير بشأن عدد الضحايا.

وفي المنطقة ذاتها، اقتحم الجيش السوري قرية عين البيضا بالقرب من الحدود التركية. وافادت وكالة انباء الاناضول التركية نقلا عن شهود ان «نحو الفي جندي و15 دبابة شاركت في العملية التي انتهت بالسيطرة على القرية على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية». وقالت الوكالة نقلا عن مصادرها ان الجيش السوري «دخل الى القرية واشعل النار في بعض منازلها، في حين نقل معارضون اصيبوا في المواجهات الى تركيا للعلاج».

واكد سكان من قرية غوفيجي التركية الحدودية في محافظة هاتاي انهم سمعوا اصوات اطلاق نار من الرشاشات والمدفعية.

وفي دير الزور، شرق سوريا، قال نشطاء ان القوات السورية قتلت ثلاثة شبان في المدينة عندما فتحت النار على مشيعين في جنازة شخصين قتلا في الحملة الامنية العنيفة على التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.

 

وضع حمص

أما في حمص، فذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن جنودا موالين للرئيس السوري بشار الأسد قصفوا حي جوبر السكني في حمص حيث احتمى آلاف المدنيين الفارين من حي بابا عمرو. وأضافت في بيان إنه «في تصرف ثأري، أطلقت قوات الأسد قذائف مورتر ونيران أسلحة آلية عيار 500 مليمتر على جوبر»، مشيرة إلى أنه لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا «بسبب صعوبة الاتصالات». وتحدث نشطاء في حمص أيضا عن اطلاق عنيف لنيران أسلحة آلية من متاريس خاصة بالجيش في حيي الخالدية والقصور.

 

صليب وهلال

إلى ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها لاتزال تتفاوض مع السلطات السورية التي رفضت دخول قافلتها للمساعدات إلى حي بابا عمرو. وقال الناطق باسم الصليب الأحمر هشام حسن لوكالة «رويترز» في جنيف: «اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تدخل بعد بابا عمرو. ما زلنا نتفاوض مع السلطات من أجل دخول بابا عمرو».

بدوره، وصف رئيس الصليب الاحمر جاكوب كيلينبرجر التأجيل بـ«غير المقبول». وتعثرت قافلة الصليب الاحمر، المكونة من سبع شاحنات تحمل أغذية وامدادات اغاثة اخرى انضمت اليها سيارات اسعاف الهلال الاحمر لاجلاء المرضى والجرحى، في حمص منذ وصولها الى هناك اول من امس، وسط تضارب الأنباء بشأن تمكن الهلال الأحمر من دخول الحي.

 

وضع درعا

جنوبا الى مدينة درعا، لقي سبعة حتفهم واصيب ثمانية بانفجار سيارة في المدينة قالت السلطات انه ناجم عن هجوم انتحاري، في حين نفى السكان وشهود عيان ذلك، متهمين النظام بالوقوف وراءه.

وذكر سكان أن «سيارة كيا بيضاء اللون انفجرت في موقف للسيارات قرب نقطة تفتيش عسكرية في حي الروضة بالمدينة، ما أدى إلى تهشم النوافذ في المنطقة وتسبب في حفرة كبيرة ومقتل سبعة مدنيين واصابة ثمانية».

ونقلت وكالة «سانا» للأنباء رواية وحصيلة مختلفتين مشيرة الى ان «إرهابيا انتحاريا فجر سيارة يقودها في منطقة درعا البلد ما أدى إلى استشهاد اثنين من المواطنين وإصابة 20 من المدنيين» ونفى نشطاء من المعارضة أن يكون الهجوم انتحاريا، متهمين النظام بالوقوف وراءه «على غرار عمليات مماثلة سابقة». وقال محمود مسالمة أحد سكان درعا: «هز الانفجار البلدة بأكملها وهرعت عربات الاسعاف بعد وقت قصير. سمعنا دوي اطلاق نيران عنيفا فيما بعد».

وبالتزامن، قتل ستة جنود وجرح تسعة اخرون خلال اشتباكات مع منشقين استهدفوا ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وامنية اقتحمت مدينة الحراك في ريف المحافظة واشتبكت مع مجموعات منشقة. ونوه المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان «سيارات الاسعاف نقلت الجرحى الى مستشفى الحراك».