اعتاد المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية عبدالله الأشعل أن يغازل الشارع المصري في أكثر من مناسبة ويُظهر مدى اتفاقه مع المطالب العامة للثوار، فأكد أنه فور أن يتولى رئاسة الجمهورية سيعقد محاكمة عاجلة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على كل ما اتخذه من قرارات أثناء الفترة الانتقالية الحالية، ردًا على دعوى «الخروج الآمن للعسكر من السلطة». وهو في الوقت ذاته، اعتاد أن يغازل جماعة الإخوان المسلمين في أكثر من لقاء، واصفًا إياهم بأنهم «حموا الثورة».
ويفتخر الأشعل، الذي ولد بمحافظة الشرقية، دومًا بعلاقته القوية مع الإخوان، وخاصة أنه يكتب لهم مقالاً أسبوعيًا على موقعهم الإلكتروني. ويستبعد أن تؤيده الجماعة في معترك الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومن ضمن المزايا التنافسية للأشعل في سباق الرئاسة هو عمله بمجال القانون، بما يؤهله للعمل على صعيد عدد من القضايا الحيوية. ومن الواضح أنه راح يستغل مهارته تلك للتقرب من الشارع، فأعلن نيته إقامة دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد ضباط الشرطة المتهمين بقتل شباب ثورة 25 يناير والمتظاهرين العزّل من أجل الحفاظ على حقوق الشهداء ومحاكمة المتهمين ومن يقف خلفهم، للتأكيد على حق القتلى من ناحية، ومن ناحية أخرى كسب أرضية في الشارع. والأشعل أستاذ قانون دولي في الجامعة الأميركية بالقاهرة وواحد من أبرز الأكاديميين السياسيين ورجال القانون. وكان مساعدًا سابقًا لوزير خارجية مصر وقتما كان عمرو موسى وزيرًا للخارجية، ثم تولى بعدها منصب سفير مصر في بوروندي، وهو من خبراء الإستراتيجية المتعمقين في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
مناصب ومهام
وتدرج الأشعل في الكثير من المناصب، أبرزها كونه أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية المنتدب بحقوق القاهرة وعين شمس وهندسة القاهرة والجامعة الأميركية، ثم محكمًا دوليًا بمركز القاهرة للتحكيم التجاري الدولي، فمساعد وزير الخارجية السابق للشؤون القانونية الدولية والمعاهدات، ومستشارًا قانونيًا سابقاً لدى منظمة المؤتمر الإسلامي. وعمل كأستاذ زائر بعدد من الجامعات الأجنبية. وهو عضو بالكثير من الجمعيات والهيئات العلمية، المصرية والدولية وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ورئيس شعبة الدراسات السياسية بمركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس.
ومن ضمن ميزاته التنافسية أيضًا هو العمل الدبلوماسي الذي التحق به منذ 1968 بما يجعله منافسًا للمرشح المحتمل عمرو موسى، والذي اعتاد الأشعل في كل بادرة حديث له أن يشن هجومًا عليه، ويؤكد أنه محسوب على النظام السابق. ويواجه الأشعل، الذي أسس حزب مصر الحرة عقب الثورة، جملة من الانتقادات أيضًا. فيدينه البعض بأنه لا يمتلك أي أرضية بالشارع المصري، كما أنه في الوقت ذاته لا يمتلك «كاريزما الرئيس»، بالإضافة إلى كونه يتحدث كثيرًا ولا يقوم بفعل شيء على المستوى العملي، ويتخذ من تصريحاته ضد المجلس العسكري والرئيس السابق حسني مبارك وسيلة للتقرب من الشارع والثوار؛ بحثًا عن تلك الأرضية التي يفتقدها.
