روسيا والصين دولتان كبيرتان من طراز الدول العظمى، وقوتان نوويتان عالميتان، تنافستا على زعامة المعسكر الشيوعي والاشتراكي في زمن الاتحاد السوفييتي السابق، واستغلت واشنطن والغرب تنافسهما للإيقاع بينهما وللحيلولة دون اتفاقهما وتحالفهما سويا ضد المعسكر الرأسمالي.
وقد نجحت واشنطن في هذه المهمة إلى حد كبير، خاصة مع سياسة الاحتواء الأميركي للصين التي ابتدعها وتولى تنفيذها داهية السياسة الأميركي هنري كيسنجر في منتصف سبعينات القرن الماضي، هذه السياسة التي جعلت موسكو تمتنع عن أي تنسيق سياسي مع بكين. وجعلت بكين ترفض الدخول في أية تحالفات أو أنشطة استراتيجية مع الاتحاد السوفييتي، لكن رغم هذا لم يكن هناك أية عداءات أو صدامات مباشرة بين زعيمتي المعسكر الشيوعي، اللهم سوى خلافاتهما على الحدود بينهما، والتي لم ترق قط لمستوى الصدامات أو النزاعات.
بريماكوف يتنبأ
يفجيني بريماكوف رئيس وزراء روسيا الأسبق ورئيس جهاز الاستخبارات الروسية الأسبق، والذي يطلقون عليه لقب «كيسنجر روسيا» نظرا لخبرته الواسعة في الشؤون الاستراتيجية الدولية، تنبأ بريماكوف عام 1998 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بسبع سنوات بأن «تحالفا استراتيجيا ثلاثيا» سينشأ بين الدول الثلاث الكبيرة «روسيا والصين والهند» في المستقبل القريب، وأن هذا التحالف سيغير موازين القوى العالمية وينقل ميزان القوة للشرق.
وقد سخر الكثيرون آنذاك من نبوءة بريماكوف ووصفوها بـ «الحلم المستحيل»، خاصة وان روسيا في عام 1998 كانت في أسوأ أحوالها وتمر بأزمة مالية طاحنة وانهيار اقتصادي واجتماعي واختفاء تام من الساحة الدولية، بينما كانت العلاقات الروسية الصينية آنذاك أيضا لا تنبئ بشيء من هذا القبيل.
حيث لم يكن هناك بين البلدين أي تغييرات جوهرية في علاقاتهما التي كانت بينهما في زمن الاتحاد السوفييتي، والتي كان يشوبها الكثير من التوتر والخلافات، ناهيك عن العلاقات الصينية ـ الهندية التي كانت شبه عدائية بسبب دعم الصين القوي لباكستان عسكريا واقتصاديا، ولكن لم يمض على نبوءة بريماكوف بضعة أعوام قليلة، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة حتى بدا الحلم المستحيل أقرب إلى الواقع.
حيث تطورت العلاقات بين موسكو وبكين بشكل كبير وبوتائر سريعة للغاية، بينما تحسنت كثيرا العلاقات الصينية ـ الهندية أيضا بشكل كبير بعد أن قررت الصين قطع علاقاتها وتعاونها مع باكستان، ويرجع الفضل الأكبر في النجاح الكبير على المسارين لرئيس جديد وصل للحكم في الكريملين عام 2000 هو فلاديمير بوتين، والذي تربطه بيفجيني بريماكوف علاقات شخصية وطيدة بحكم عملهما السري معا في جهاز الاستخبارات السوفييتية «كي جي بي».
السلاح والنفط
التقارب والتعاون المشترك بين روسيا والصين في مختلف المجالات قد زادت وتيرته بشكل ملحوظ خلال الأعوام الثلاثة الأولى من حكم الرئيس بوتين في روسيا، وخاصة في المجال العسكري، فقد أصبحت الصين ثاني أكبر مستورد للسلاح الروسي في عام 2004 بعد الهند، وتحصل الصين وحدها على 34 % من صادرات السلاح الروسي، وبلغت نسبة السلاح الروسي في الجيش الصيني نحو 70 %، وتزود روسيا الصين بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية.
ووافقت روسيا خلال زيارة الرئيس بوتين للصين في أكتوبر عام 2004 على تزويد بكين بمنظومة الدفاع الصاروخية «إس 300» المنافسة لمنظومات الدفاع الصاروخية الأميركية، والتي كانت واشنطن قد حصلت على تعهد من الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين بعدم تصديرها لأي جهة أجنبية.
وزادت العلاقات الروسية الصينية نموا وتطورا في عام 2005 بعد وقوف موسكو إلى جانب الصين في أزمتها النفطية الحادة التي كانت تهدد برامج التنمية العملاقة في الصين، هذه الأزمة التي أدت إلى جعل أربعة وعشرين إقليما من أصل واحد وثلاثين إقليما في الصين مهددين بانقطاع الكهرباء ومصادر الطاقة، كما باتت مئات المصانع الصينية مهددة بالتوقف عن العمل.
وجاء ذلك نتيجة الطفرة الهائلة في أسعار النفط آنذاك في الوقت الذي كانت تستعد فيه الصين لخطة تنمية صناعية كبيرة تحتاج فيها إلى المزيد من مصادر الطاقة، وإزاء رفض واشنطن والدول الغربية إمداد الصين بما تحتاجه من الطاقة لم تجد بكين أمامها سوي جارتها الكبرى روسيا، ولم تضيع موسكو الفرصة لكسب العملاق الصيني.
حيث وافق الرئيس الروسي بوتين على سد احتياجات الصين من النفط والغاز، وعرض بوتين على بكين الاستثمار في قطاع النفط الروسي، ووافقت الصين على الفور على إيداع 12 مليار دولار استثمارات في قطاع النفط الروسي، ليحقق بوتين بذلك صفقة تاريخية ذات شقين، وكسب الصين كحليف قوي و مرتبط ارتباطا مصيريا بروسيا التي تستطيع أن تعطيه ما لا يستطيع غيرها أن يعطيه له، ألا وهو الطاقة والسلاح الحديث.
مناورات مشتركة
وفي عام 2005 كانت زيارة الرئيس الصيني هوجينتاو لموسكو ولقائه مع الرئيس الروسي بوتين، والإعلان المشترك الصادر عنهما تحت عنوان «النظام العالمي في القرن 21» ليعكسا مدى ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين في السنوات القليلة الماضية حتى أصبحت تتجاوز مباحثاتهما العلاقات الثنائية.
بينهما إلى بحث الأوضاع على الساحة الدولية كلها ووضع تصور لنظام عالمي جديد يكسر حدة هيمنة القطب الأميركي الأوحد، وبدت واضحة نية هاتين القوتين العظميين النوويتين روسيا والصين على مواجهة الهيمنة الأميركية، وهذا ما سبق أن حذر منه كبار خبراء الإستراتيجية الأميركية أمثال هنري كيسنجر وبريجنسكي وغيرهما.
وشهد العام 2005 حدثا عالميا كبيرا لم يكن أحد يتوقعه طيلة سنوات الحرب الباردة في القرن الماضي.
حيث جرت و لأول مرة في تاريخ البلدين روسيا والصين مناورات عسكرية مشتركة بينهما وعلي مستوي كبير، وبدرجة أصابت الغرب وواشنطن بحالة من الذعر والرعب على حد وصف صحيفتي الواشنطن بوست الأميركية والهيرالد تريبيون البريطانية، هذه المناورات التي أجريت في الفترة من 18 وحتى 25 أغسطس عام 2005، وشارك فيها نحو عشرة آلاف عسكري وقطاعات حيوية واستراتيجية من قوات البلدين.
وقد تقدمت واشنطن بطلب لحضور المناورات كمراقب، ورُفض طلبها بينما دعي عسكريين من الهند وإيران لحضور المناورات، الأمر الذي وضع علامات استفهام كثيرة حول الأهداف الغير معلنة لهذه المناورات.
لقد أصابت المناورات الروسية الصينية المشتركة واشنطن وحلفاءها بالذعر و جعلتهم يدقون ناقوس الخطر.
وأيضا أحدثت ردود فعل قوية في المنطقة لدى حلفاء واشنطن وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، حيث جاء السيناريو المعلن للمناورات في شكل هجوم بري وبحري وجوي لغزو جزيرة يسيطر عليها مجموعة إرهابية، ولكن الأسلحة المستخدمة في المناورات كانت أكبر بكثير من الجزيرة ومن أي مجموعة إرهابية.
وقالت الصحف التايوانية أن المقصود هو جزيرة تايوان، بينما تصور اليابانيون أن المقصود هو جزر الكوريل اليابانية التي تحتلها روسيا منذ الحرب العالمية، وخاصة أن اليابان كانت قد أعلنت أنها لن تتهاون في استرداد هذه الجزر.
الثورات الملونة
ويرى البعض أن ما دفع موسكو وبكين لهذا التقارب والتعاون الجيوبوليتيكي هو الأحداث التي وقعت في منطقة وسط أسيا مؤخرا والثورات الملونة في جورجيا وأوكرانيا ومالدوفيا وقيرغيزيا وأوزبكستان.
والتي لا يشك أحد في دعم واشنطن لها بشكل شبه علني وبتصريحات من الرئيس الأميركي السابق بوش والمسؤولين في الإدارة الأميركية، الأمر الذي جعل روسيا والصين تخشيان من التكثيف العسكري الأميركي في المنطقة وعلي حدودهما المشتركة الممتدة 4300 كيلومتر.
لقد بدا واضحا أن الخيار الاستراتيجي الروسي منذ تولي فلاديمير بوتين الحكم عام ألفين انطلق على محورين رئيسين هما آسيا وأوروبا، وموسكو تعلم أن أوروبا ترحب بها وبالتعاون معها في كافة المجالات ما عدا المجالات العسكرية والاستراتيجية التي تحتكرها واشنطن تماما.
ولكن روسيا من دون المجالات العسكرية تصبح دولة صغيرة وضعيفة بالمقارنة بالغرب، ولهذا قررت موسكو أن تكرس توجهها العسكري والاستراتيجي في أسيا، وانتهزت فرصة قلق الصين من الأحداث الجارية في وسط أسيا وتغلغل واشنطن وحلف الناتو في المنطقة.
كما استغلت خوف ورعب الأنظمة الحاكمة في دول وسط أسيا من تكرار تجارب الثورات الملونة، وسعت لتحقيق إستراتيجيتها الأمنية والعسكرية التي تضمن لها البقاء داخل مجموعة الكبار الأقوياء على الساحة الدولية، والصين لا تمانع في ذلك لأنه يحقق لها نفس الهدف الاستراتيجي.
إن كلا من روسيا والصين يقولان علنا أنهما ليستا ضد الولايات المتحدة، ولكن ما يقولانه في الخفاء غير ذلك تماما، وإذا كان من المستبعد تماما وقوع صدام مسلح بين القوتين الروسية ـ الصينية من جهة والأميركية من جهة، فإنه ليس من المستبعد أن تقع صدامات مسلحة وحروب بين قوى أخرى أصغر تكون هذه القوى الكبرى أطرافا غير مباشرة فيها، وهذا ما تخشاه روسيا والصين وتستعدان له من الآن.
تعاون مشترك
وقد قام الرئيس الصيني هو جينتاو بزيارة روسيا في شهر يونيو (2009) حيث حضر هو ونظيره الروسي دميتري ميدفيديف الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما، وقال هو جينتاو في خطاب ألقاه أمام البرلمان الروسي «إن العلاقات بين الصين وروسيا مرت خلال مسار غير عادي للتنمية خلال الستين عاما الماضية والآن تواجه الصين وروسيا، وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي، المهمة الكبرى للتنمية المحلية، كما تتحملان المهمة التاريخية لتعزيز السلام والتنمية في العالم».
تتخذ الصين وروسيا مواقف متماثلة أو متشابهة إزاء القضايا العالمية الرئيسية مثل قضايا شبه الجزيرة الكورية، والشرق الأوسط، وإيران.وفى إطار منظمة شنغهاي للتعاون، حققت الصين وروسيا انجازات كبرى في المعارك المشتركة ضد الإرهاب والانفصالية والتطرف، وكذلك ضد تجارة المخدرات.
وأجرتا البلدان خلال الأعوام الخمسة الماضية العديد من المناورات العسكرية المشتركة بينهما، وكان آخرها في شهر يوليو الماضي تدريبات «مهمة السلام-2009» العسكرية المشتركة ضد الإرهاب، وهي الثالثة من نوعها، والتي تعكس المستوى العالي للتعاون العسكري الثنائي.
وقد أدت التنمية السريعة للتعاون الاقتصادي والتجاري إلى إثراء شراكة التعاون الإستراتيجية بين الصين وروسيا. وارتفع حجم التجارة الثنائية 10 أضعاف خلال العقد الماضي، ليحقق رقما قياسيا بلغ 8,56 مليار دولار عام 2008، وقد حقق قطاع الطاقة، وهو أحد المجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا، اختراقات كبرى في مجالات تجارة النفط والغاز وإنشاء خطوط أنابيب نقل الغاز والنفط من روسيا إلى الصين،
وبدأ تطبيق حزمة من اتفاقيات التعاون في مجال النفط حول بناء خط أنابيب، وتجارة النفط، والقروض، والتي وقعتها روسيا والصين في فبراير من العام الماضي بعد توقيع الاتفاقية بين الحكومتين. وبموجب الاتفاقية، تشترك الصين وروسيا في بناء وتشغيل خط أنابيب يمتد من سيبيريا إلى شمال شرق الصين.
ومن المتوقع أن يتم في أكتوبر 2010 تشغيل الخط، الذي تبلغ طاقته التمريرية السنوية 15 مليون طن من النفط الخام إلى الصين على مدى الـ 20 عاما القادمة. لقد بدا واضحا أن روسيا والصين قد عقدا العزم على المضي معا في كافة المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإستراتيجية والعسكرية، كما تعتزم الدولتان توطيد علاقاتهما الاجتماعية والعلمية والثقافية بشكل كبير.
وقد عززت الدولتان تطبيق الاتفاقيات الخاصة بالتعاون في مجال التعاون التعليمي وتعليم اللغة، وقامتا بزيادة عدد الطلاب والباحثين الذين يتم إرسالهم إلى جامعات الدولة الأخرى. ويدرس أكثر من 18 ألف صيني في روسيا، فيما يتعلم حوالي 9 آلاف روسي حاليا في الصين.
كاتب روسي
يرى البعض أن الشقيقين اللذين لم يتفقا من قبل على توزيع تركة الماركسية والشيوعية العالمية قد عادا لبعضهما بعد أن ذهبت هذه التركة أدراج الرياح ولم يعد هناك ما يختلفان عليه، وبعد أن أفاقا وعرفا أنهما يواجهان تهديدات مشتركة وعدوا مشتركا، وعرفا جيدا أنهما مكملان لبعضهما البعض سواء بالقوة الاقتصادية من جهة الصين أو بالقوة العسكرية والسياسية ومصادر الثروات الطبيعية من جانب روسيا، ناهيك عن القوة البشرية الهائلة في البلدين وما تحويه من طاقة علمية جبارة قادرة على منافسة أقوى وأرقى الدول الصناعية في العالم.
تحالف استراتيجي غير معلن
رغم مرور ستة عقود على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وبكين، إلا أن العلاقات الروسية الصينية كانت دائماً متقلبة وربما متوترة، وأحياناً كثيرة شبه عدائية في أوقات مختلفة طيلة سنوات الاتحاد السوفييتي رغم وحدة الأيديولوجية الشيوعية في البلدين، وعلى ما يبدو أن التنافس على زعامة العالم الشيوعي كان أحد الأسباب الرئيسية وراء التوتر الدائم في العلاقات بين هاتين القطبين، وإن كان هناك أسباب أخرى هامة، مثل النزاعات على الحدود بينهما، والتي لم تحسم نهائياً حتى الآن، وإن كانت قد هدأت وتراجعت مؤخراً.
الغريب في الأمر أنه على رغم الخلافات العديدة بين البلدين طيلة الحقبة السوفييتية، ورغم عدم وجود تنسيق بينهما في السياسات الخارجية، إلا أن مواقفهما من القضايا الدولية كانت دائماً متفقة، وحتى في وقت سياسة الوفاق بين واشنطن وبكين في منتصف السبعينات في ظل احتدام الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، لم تستطع واشنطن الإيقاع بين القطبين الشيوعيين اللذين ظلت مواقفهما السياسية الخارجية متطابقة إلى حد كبير تجاه كافة القضايا الدولية.
ويفسر البعض هذا الأمر بأنه كانت تفرضه المبادئ الماركسية اللينينية المشتركة التي كانت تفرض على الدولتين نصب العداء للإمبريالية الغربية ومساعدة حركات التحرر والثورات الشعبية في مختلف أنحاء العالم. ولم تمنع الخلافات بين روسيا والصين أيضا من وجود تعاون بينهما في مجالات حيوية واستراتيجية.
حيث ساعد الاتحاد السوفييتي الصين في بناء قوتها العسكرية وأمدها بأحدث الأسلحة الاستراتيجية، وساعدها أيضا في تنفيذ برنامجها النووي السلمي والعسكري أيضاً، ولم يتوقف تبادل البعثات العلمية بين البلدين على مدى سنوات الحقبة السوفييتية وحتى الآن، إلا أنه لم يكن هناك أي شكل من التخطيط الإستراتيجي أو العسكري المشترك بين البلدين.
وقد ظل التوتر في العلاقات بين البلدين قائما حتى انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، فقط في عام 1996 وعقب إقامة شراكة التعاون الإستراتيجية بين الصين وروسيا، طورت الدولتان العلاقات الثنائية بينهما، وأقامتا آلية للزيارات الدورية عالية المستوى، حيث يستطيع زعماء البلدين من خلالها الاتصال فيما بينهم بشكل فعال، وفهم بعضهما البعض من خلال الاجتماعات والمحادثات المتكررة.
والآن وصلت العلاقات بين روسيا والصين إلى درجة من التطور عالية جدا وبسرعة كبيرة، بالتحديد ابتداء من الألفية الثالثة ومع وصول فلاديمير بوتين لرئاسة روسيا، هذا التطور في العلاقات بين البلدين العظميين لا شك يثير قلقا كبيرا لدى دوائر أجنبية عديدة، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاستراتيجي، حيث تشكل الصين قوة اقتصادية عالمية كبيرة تنافس على الريادة الاقتصادية في العالم.
بينما تشكل روسيا الحديثة قوة سياسية وعسكرية كبيرة تزداد فاعليتها بمرور الأيام وأصبح يحسب لها الغرب ألف حساب، التعاون العسكري المتنامي بشكل كبير بين البلدين يثير مخاوف الكثيرين في الغرب والشرق، خاصة الجيران الصغار في شرق آسيا، الأمر الذي جعل الكثير من المراقبين والمحللين يطلق على العلاقات بينهما وصف «الحلف الاستراتيجي غير المعلن».
د. ليونيد ألكسندروفتش
