يبدأ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير الكويت اليوم جولة عربية تشمل لبنان وسوريا ومصر, يبدأها اليوم من دمشق صباحا ثم بيروت مساء, ويبحث خلالها مبادرة قطرية لعقد قمة عربية طارئة تكون القدس محورها, فيما ذكرت مصادر قطرية ان امير قطر سيقوم قبل نهاية الشهر الحالي بجولة مغاربية. وقالت اوساط مطلعة لـ (البيان) ان جانبا من هذه الزيارة يتعلق بأمور تخص دول اعلان دمشق, في اعقاب الموقف الفاتر الذي ابدته دول المنظومة ازاء المبادرة القطرية تجاه العراق, في اخر اجتماع لوزراء خارجيتها في القاهرة. وتضيف ذات المصادر ان هدف قطر في المرحلة الحالية يظل حشد نوع من الحياد ان لم يكن من التأييد من طرف الدول الثلاث التي تشملها الزيارة الحالية للامير حمد بن خليفة آل ثاني, لمبادرتها خصوصا على ضوء التطورات الاخيرة وعودة التراشق الكلامي بين بغداد من ناحية, والسعودية والكويت من ناحية اخرى. وإلى ذلك فان زيارة سوريا التي يزورها امير قطر للمرة الثانية خلال هذا العام, تهدف إلى تهنئة الدكتور بشار الاسد بتوليه منصب الرئيس, كما تهدف زيارة لبنان إلى تهنئة الرئيس اميل لحود بتحرير الجنوب إلى جانب تناول المسائل ذات الاهتمام المشترك, ومن اهمها تطورات قضية السلام. وفي بيروت التي يصلها برا اليوم حيث سيكون في استقباله على الحدود اللبنانية السورية وزير الاشغال نجيب ميقاتي فيما ينتقل اعضاء الوفد المرافق جوا إلى بيروت ويضم وزراء الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني, والمالية يوسف كمال, والصناعة عبدالله العطية, والدولة عبدالله بن خليفة وتتناول المباحثات القطرية اللبنانية صفقة الغاز الطبيعي الذي ابدت قطر استعدادها لتقديمها اليه بسعر اقل من سعر السوق, وبكمية خمسة ملايين طن لمدة عشرين سنة. وسيتناول البحث التحضيرات الجارية لعقد القمة الاسلامية في نوفمبر المقبل في الدوحة, فيما سيشرح الرئيس اللبناني للشيخ خليفة التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر للدول المانحة في التاسع من اكتوبر المقبل (مبدئيا) ويطلعه على الدراسات التي وضعها لبنان لتنفيذ مشاريع على المديين القريب والبعيد. وفي الاسكندرية, حيث يلتقي الامير حمد بن خليفة آل ثاني, الرئيس المصري محمد حسني مبارك لساعات, سيهيمن موضوع سلام الشرق الاوسط على المحادثات, لكن ذلك لم يمنع المراقبين من اعتبار هذه الزيارة, مناسبة لتأكيد قطر على الدور المركزي لمصر خصوصا عشية احتضان الدوحة لمؤتمر القمة الاسلامية يومي 12 و13 نوفمبر المقبل, حيث يظل حضور الرئيس المصري اشغال القمة امرا مهما في نظر القطريين. وفي الاثناء يتردد ان الامير حمد بن خليفة آل ثاني, قد يقوم اواخر الشهر الجاري بجولة مغاربية سريعة, في طريقه إلى نيويورك حيث من المنتظر ان يحضر افتتاح اشغال الجمعية العامة للامم المتحدة, قبل ان يغادر مباشرة إلى فنزويلا لحضور قمة الدول المنتجة للنفط. ولاتزال انباء الزيارة المغاربية غير مؤكدة في ضوء برود للعلاقات القطرية مع ثلاث دول هي ليبيا وتونس والمغرب, وهي ذات الدول التي غادر سفراؤها الدوحة في اوقات متلاحقة, اما بسحب رسمي للسفير, أو بسحب مستتر مثلما حصل مع تونس, وتلتقي احتجاجات الدول المغاربية الثلاث حول السياسة الاعلامية لدولة قطر, وتحديدا ما تبثه قناة (الجزيرة) من برامج ترى هذه الدول انها مسيئة لها. وفي حين راجت اخبار عن هدوء في العلاقات القطرية المغربية بعد وساطة سعودية, وصل إلى الدوحة منذ حوالي اسبوع, السفير الليبي محمد مبروك المعداني, دون ان يظهر له اي نشاط رسمي, ودون ان يتمكن احد من الاتصال به, وعلمت (البيان) انه قد يكون جاء إلى العاصمة القطرية, لاتمام بعض المعاملات الخاصة بالسفارة, على ان يعود إلى طرابلس خلال الايام القليلة المقبلة, وكان السفير التونسي محمد البلاجي قد عاد بدوره إلى الدوحة قبل حوالي شهر, حيث جرى مراسم التوديع الرسمية, بدون ان تعين تونس بديلا له. الدوحة ـ بيروت ـ (البيان