بوساطة قطرية وقع السودان واريتريا أمس في الدوحة اتفاقية لحل الأزمة بينهما حيث نجح أمير قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في جمع الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الاريتري اسياسي افورقي ليوقعا اتفاقا يكرس بداية مصالحة تاريخية بين القيادتين المتنازعتين منذ أكثر من سبع سنوات بعدها غادرا الى مطار الدوحة في سيارة واحدة ووصف البشير الأزمة السابقة بانها درس للبلدين في حين قال افورقي ان الاتفاقية هي بداية لمشوار المصالحة. وينص الاتفاق الذي وقعه الرئيسان بحضور أمير قطر على وقف الأعمال العدوانية بين الطرفين, واعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.. كما تعرضت بعض بنودة ايضا اعتماد المواثيق الدولية مرجعا في الخلافات التي تحدث بينهما, والإلتزام بالمنحى السلمي في فض نزاعاتهما. وبعد توقيع الاتفاق مباشرة, دعا الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ضيفية والوفدين المرافقين لهما الى تناول الغداء معا على مائدته.. حيث تخللت الجلسة بعض تعليقات طريفة تليق بمناسبة (الماء والملح) الذي تناوله الأخوان اللدودان على مائدة الأمير, إيذانا بانطلاقة جديدة لمشوار مصالحة, وتم انشاء لجنة مشتركة لمتابعة خطواته اللاحقة. وقبل أن يتحول البشير وأفورقي الى المطار راكبين جنبا الى جنب في سيارة واحدة, قبالة أمير قطر.. قال البشير الذي كان أول المتحدثين للصحفيين, أنه يتقدم أولا بشكره الى أمير قطر والى وزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على الجهود الكبيرة التي بذلاها من أجل تحسين العلاقات بين السودان واريتريا.. وتوقع الرئيس السوداني أن تعود العلاقات السودانية الاريترية الى وضعها الطبيعي.. واصفا اتفاقية الدوحة بانها انطلاقة جديدة. وردا على سؤال عما إذا كانت النوايا قد صفيت تماما بين أسمرا والخرطوم و(عفا الله عما سلف) , قال البشير أن هناك قناعة مشتركة للانطلاق من جديد.. وأن الفترة الماضية شكلت درسا للبلدين اللذين دفعا ثمنا للمشاكل الناجمة بينهما.. وكشف على أن هناك آلية ستتابع اتفاقية الدوحة, وهي عبارة عن لجنة مشتركة تتولى الاشراف على تقدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.. بما في ذلك اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين, والدرجة التي ستبدأ بها. وتعرض الرئيس السوداني في حديثه للصحفيين عما تم الاتفاق عليه بشأن المعارضة السودانية المقيمة في أسمرا.. قائلاً ان ذلك ايضا من مشمولات عمل اللجنة المشتركة. إلا أن الرئيس الاريتري آسياسي أفورقي الذي تحدث للصحفيين مباشرة بعد عمر البشير, قال انه لم يتم التعرض الى النقطة المتعلقة بالمعارضة خلال مباحثات الأمس.. وبدا أفورقي متفائلا بدوره, حيث توجه بالشكر أيضا الى القيادة القطرية على (الدور البناء الذي لعبته من اجل التقارب الاريتري السوداني, والذي توصل الى الاتفاقية المذكورة) . ووصف الدور القطري (بالشراكة الفاعلة المسنودة باستعداد كل من الطرفين نابع عن الدروس التي استفادا منها خلال عشرة أعوام من الخلاف) .. واعتبر أفورقي اتفاقية الدوحة بداية لمشوار مستقبلي يحتاج الى عمل مشترك لاعادة المياه الى مجاريها بين شعبين جارين تأثرا بما جرى خلال العشر سنوات الماضية. وردا على سؤال عن سر نجاح الوساطة القطرية في حين فشلت مساعي أخرى.. قال أفورقي (لقد كان الوقت مناسبا, والتركيبة مناسبة) . وأضاف ان سر تميز المبادرة القطرية, هو (الدور المشارك الذي التزمته قطر في هذه القضية) وهو مختلف عن دور الوسيط في الأحوال العادية ــ حسب تعليقه ــ. وحول ما إذا كانت كل التحفظات الاريترية قد انتفت بعد هذه المصالحة) قال أفورقي (لقد قلت انها بداية في مشوار المصالحة) .. لن أكون واقعيا إذا قلت انه تم حسم الأمور في يوم وليلة) . الدوحة ــ فيصل البعطوط