مع استئناف المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، تحركاته في عواصم المنطقة، أملاً في إعادة إحياء مسار السلام، لا يزال الحوثيون يضعون العراقيل أمام ذلك، ويسعون إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، عجزوا عن تحقيقها في المواجهات مع القوات الحكومية.

وفيما دعا مساعد المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، إلى تعطيل وصول الحوثيين إلى الإمدادات والتمويلات غير المشروعة، باعتبار ذلك أقصر الطرق لتحقيق السلام، قللت الحكومة اليمنية من أهمية التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي، في ظل استمرار الحوثيين في السعي لتحقيق مكاسب اقتصادية، من خلال المطالبة بالحصول على جزء من عائدات تصدير النفط والغاز، والتهرب من الاستحقاقات السياسية وإنهاء الانقلاب.

وفيما تتمسك الحكومة المعترف بها دولياً بالمرجعيات الدولية لتحقيق السلام، أعاد الحوثيين خلال لقاءاتهم مع المبعوث الأممي، محاولة إحياء خارطة الطريق التي أفشلوها في نهاية عام 2023.

يجزم الجانب الحكومي أن الأحداث في الأرض تجاوزت الكثير من بنود تلك الخارطة، ويرى أن الحوثيين يسعون إلى تفجير الوضع عسكرياً، للهروب من مواجهة استحقاقات السكان في مناطق سيطرتهم، والتغلب على الصراعات الداخلية حول النفوذ والأموال.

ووفق المصادر الحكومية، فإن التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي لم تحدث أي اختراق مع الحوثيين، الذين يعتقدون أن بمقدورهم تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من خلال المفاوضات، بعد أن عجزوا عن تحقيقها في المواجهات.

ورأت أن استمرار اعتقال موظفي الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الإغاثية، واحتلال مقراتها، هدفه ابتزاز المنظمة الأممية والمجتمع الدولي، مع تفاقم الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرتهم، وسط تحذيرات من انتشار المجاعة.

وكان مكتب المبعوث الأممي قد أكد أن المحادثات الأخيرة كرست لاستعراض آخر المستجدات، ودفع جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة في ⁧‫اليمن‬⁩. وشدد على أهمية التنسيق الإقليمي والدولي للمساهمة في تمهيد الطريق نحو تسوية سياسية، مطالباً الجانب الحوثي بتهيئة بيئة مواتية لعملية سياسية بناءة وجامعة.

‏وجدد المبعوث الأممي تأكيد التزام الأمم المتحدة المستمر بالعمل على ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين، الذين يصرون على تجاهل تلك المطالب، ويمضون في محاكمة المعتقلين، وينتظر أن تصدر إحدى محاكمهم أول الأحكام في حق 21 من العاملين في قطاع الإغاثة خلال الأسبوع المقبل.