مع تصاعد النقمة الشعبية جراء تردي الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة الحوثيين، وسّعت الجماعة من حملة الاعتقالات التي طالت أكثر من مئة شخص في محافظة إب، لتشمل العشرات في محافظة تعز المجاورة.
وأكدت مصادر حقوقية وأخرى حكومية لـ«البيان»، أن حملة الاعتقالات الاستباقية التي ينفذها الحوثيون في محافظة إب التي أصبحت مركزاً لمعارضة حكمهم توسعت إلى محافظة تعز منذ أيام وطالت معلمين وطلاباً بحجة العمل لصالح الحكومة الشرعية، فيما لم تكشف أسباب اعتقال أكثر من 100 من المعلمين وأساتذة الجامعات والأطباء في محافظة إب استباقاً لانتفاضة شعبية متوقعة.
وتزامنت هذه الحملة مع تنبيه مصادر محلية من تنامي حالة الاحتقان الشعبي ضد الحوثيين نتيجة سوء الأوضاع المعيشية، وظهور بؤرة للمجاعة في محافظة حجة الواقعة غرب البلاد.
فيما حذرت المنظمات الإغاثية الدولية، من ارتفاع عدد المحتاجين للمساعدات الإغاثية هذا العام إلى أكثر من 18 مليون شخص بسبب نقص التمويل وتأثير التغيرات المناخية على قطاع الزراعة.
وتنفذ مخابرات الحوثيين منذ شهرين، حملة اعتقالات تستهدف من تعتقد أنهم يعارضون توجهاتها، وتركزت هذه الحملة في محافظة إب، حيث امتدت من مركز المحافظة إلى أريافها وترفض الجماعة الإفصاح عن التهم الموجهة لهؤلاء ولا لم تسمح لأسرهم بزيارتهم أو توكيل محامين للترافع عنهم.
وكان برنامج الأغذية العالمي أكد أن اليمن تحتل المرتبة الثالثة في انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، متوقعاً أن يواجه أكثر من 18 مليون شخص من سكان البلاد، أي أكثر من نصف السكان، انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بحلول سبتمبر المقبل، مع تعرض 41 ألف شخص لخطر الانزلاق إلى ظروف كارثية أشبه بالمجاعة.
وفي ظل هذه التوقعات والتي تعد الأسوأ منذ عام 2022، لا يزال اليمن يعاني، ووفق البيانات الأممية، من أوضاع إنسانية متردية بسبب استمرار الصراع، وتدهور الاقتصاد، وما تلاه من انهيار في الخدمات المحلية.