أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس، غرق سفينة على بُعد نحو 51 ميلاً بحرياً غربي مدينة الحديدة اليمنية، دون تحديد هويتها، وهي الثانية من بين اثنتين غرقتا في الأيام الأخيرة في هجمات أعلنت ميليشيا الحوثي مسؤوليتها عنها.
وانتشل أفراد إنقاذ ستة أحياء من أفراد طاقم ثاني سفينة شحن تغرق في البحر الأحمر في غضون يومين بسبب هجوم من الحوثيين، فيما لا يزال البحث جارياً عن 15 آخرين ما زالوا مفقودين.
وقالت مصادر في شركات أمن تشارك في عمليات الإنقاذ إن أربعة من أصل 25 شخصاً كانوا على متن سفينة الشحن «إترنيتي سي» لقوا حتفهم قبل أن يغادر باقي أفراد الطاقم السفينة التي غرقت بعد تعرضها للهجوم يومي الاثنين والثلاثاء. وأضافت المصادر أن البحارة الستة الذين تم إنقاذهم قضوا أكثر من 24 ساعة في المياه.
وقال مسؤول في شركة ديابلوس لإدارة المخاطر البحرية ومقرها اليونان: «سنواصل البحث عن بقية أفراد الطاقم حتى آخر لحظة».
إعلان مسؤولية
وأعلنت ميليشيا الحوثي مسؤوليتها عن إغراق السفينة. وكانت أعلنت مسؤوليتها عن هجوم مماثل الأحد استهدف سفينة الشحن «ماجيك سيز». وقبل إعلان الحوثيين، حمّلتهم السفارة الأمريكية في اليمن مسؤولية الهجوم على «إترنيتي سي»، ووصفته بأنه «الأعنف حتى الآن». وقالت إن المتمردين «يقوضون حرية الملاحة في البحر الأحمر»، رغم الهدنة مع الولايات المتحدة التي أنهت في مايو أسابيع من القصف الأمريكي على اليمن.
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ عن قلقه إزاء «التصعيد» في البحر الأحمر. وقال في اجتماع لمجلس الأمن: «بتنا نلاحظ بقلق بالغ تصعيداً في البحر الأحمر»، مشيراً إلى أنها «الهجمات الأولى على سفن تجارية منذ أكثر من سبعة أشهر». وكانت السفينتان اللتان تعرضتا للهجوم ترفعان علم ليبيريا وتديرهما شركتان يونانيتان.
زوارق سريعة
وقالت مصادر في قطاع الأمن البحري إن السفينة «إترنيتي سي» تعرضت للهجوم لأول مرة الاثنين بمسيرات بحرية وقذائف صاروخية أطلقتها زوارق سريعة من جانب من يشتبه أنهم مسلحون حوثيون. ودمرت الغارة قوارب النجاة في السفينة، وبحلول صباح الثلاثاء كانت قد انجرفت ومالت.
وهاجمت الميليشيا الحوثية أكثر من 100 سفينة بين نوفمبر 2023 وديسمبر 2024. وقالت اتحادات رائدة في قطاع الشحن البحري في بيان مشترك أمس: «تعرضت هذه السفن لهجوم استخف بأرواح البحارة المدنيين الأبرياء، وكنتيجة حتمية ولكنها مروعة، قُتل بحارة». وأضافت: «تبرز هذه المأساة حاجة الدول إلى دعم قوي لحماية النقل البحري والممرات البحرية الحيوية».
