جدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حاجة بلاده إلى غرينلاند لضرورات «الأمن القومي»، ورغم أن هذه المنطقة الدنماركية ذات الحكم الذاتي، مواردها المعدنية الهائلة، والتي لم تستغل معظمها، مطلوبة بشدة، فهل يريد الاستثمار في الأمن القومي لتحقيق اختراق جديد لا سيما بعد تعيينه جيف لاندري، حاكم ولاية لويزيانا الجمهوري، سيصبح المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى غرينلاند.

وقال ترامب: «نحتاج إلى غرينلاند من أجل الأمن القومي، وليس المعادن»، مضيفاً: «إذا نظرتم إلى غرينلاند، إذا نظرتم على امتداد سواحلها، ترون سفناً روسية وصينية في كل مكان»، وأكد أنه «يجب أن نحصل عليها».

ولا شك ان تركيز ترامب بالأمن القومي مرتبط بحرص أمريكا على بتوسيع وجودها العسكري عبر أمور منها وضع رادارات هناك لمراقبة المياه بين الجزيرة وأيسلندا وبريطانيا، إذ تعد تلك المياه بوابة للسفن البحرية والغواصات النووية الروسية.أهمية استراتجية ويؤكد محللون ان لدى الأميركيين اهتمام قوي بمراقبة أنشطة الدول الأجنبية في غرينلاند؛ لأنها تُعد ذات أهمية استراتيجية كبيرة للأمن القومي للدول الأخرى.

ولهذا السبب، قد يُنظر إلى أي استثمار أو نشاط فيها، من وجهة النظر الأميركية، على أنه يشكل تهديداً أمنياً«. ولا يعد ترامب أول رئيس أميركي يطرح فكرة السيطرة على غرينلاند، إذ تعود الأمثلة إلى عام 1867، عندما نظرت إدارة أندرو جونسون في شراء الجزيرة بعد صفقة ألاسكا، التي اشترت فيها أميركا ألاسكا من روسيا مقابل 7.2 مليون دولار.

كان العرض الأكثر جدية لضم جرينلاند في عام 1946، عندما قدم الرئيس السابق هاري إس. ترومان عرضًا بعد الحرب العالمية الثانية لشراء الجزيرة من الدنمارك مقابل 100 مليون دولار من الذهب، والذي تم رفضه.

تنافس القوى العالمية تتوقع الولايات المتحدة مستقبلاً تتنافس فيه القوى العالمية على موارد غرينلاند المعدنية غير المستغلة، لا سيما النفط والغاز، نظراً لوقوع جزء كبير من الجزيرة داخل الدائرة القطبية الشمالية.

ومع ذوبان الجليد الذي يُغير ملامح أجزاء من الجزيرة، قد تُفتح ممرات ملاحية استراتيجية.هكذا تصبح غرينلاند أداةً في يد ترامب لتحقيق مصالحه في الجغرافيا السياسية للقطب الشمالي. وفي الوقت نفسه، من منظور جيوسياسي أمريكي، لا ينبغي المبالغة في تقدير القيمة الاستراتيجية أو الاقتصادية لغرينلاند، فهي تقع على مسافة طويلة من نوك إلى روسيا، وأبعد من ذلك بكثير إلى الصين.

تُعدّ غرينلاند ذات أهمية بالغة للولايات المتحدة الأمريكية. فمن الناحية الجغرافية، تُشكّل أكبر جزيرة في العالم جزءًا من قارة أمريكا الشمالية، وبالتالي تُعدّ عنصرًا أساسيًا في منظومة الدفاع الأمريكية.

ولذلك، تمتلك الولايات المتحدة قاعدة»بيتوفيك«العسكرية (المعروفة سابقًا باسم»ثول") في أقصى شمال غرب الجزيرة منذ عام 1951.

اليوم، يُعدّ هذا الموقع حسب عدد من المحللين، جزءاً من قوة الفضاء الأمريكية، ويحتلّ مركزاً محورياً لمراقبة أنشطة الصواريخ والفضاء. كما يُمكن أن تُصبح الجزيرة حلقة وصل مهمة في الحفاظ على خطوط الإمداد من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى شمال أوروبا.

استخدمت إدارة ترامب القطب الشمالي لتسليط الضوء على ضرورة وقف التوسع الروسي والصيني. وعلى وجه الخصوص، أدى اهتمام الصين المتزايد بالقطب الشمالي إلى سياسة أمنية أمريكية جديدة وأكثر استباقية تجاه القطب الشمالي.