ارتفعَ التصعيدُ الأمريكي قبالة سواحل فنزويلا إلى مستوى أكثر سخونة بفرض حصار بحري على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات المتجهة إلى فنزويلا، في خطوة تهدف إلى تصعيد الضغوط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. فيما وصفت كراكاس الحصار بأنه «غير عقلاني» و«تهديد بشع».

أكدت مصادر أمريكية أن القرار أدى إلى تعطيل حركة النقل النشطة عادة لسفن الأسطول الخفي التي تنقل نفط فنزويلا إلى الصين وكوبا. وتؤكد واشنطن أن تحركاتها قرب فنزويلا بذريعة «الحرب على المخدرات». لكن مراقبين يرون أهدافاً أعمق. تمتد من النفط إلى النفوذ الصيني في أمريكا اللاتينية، فإذا كان تغيير النظام هدفاً معلناً من ترامب، فإن أكبر احتياطي نفطي مؤكد على وجه الأرض سوف يلعب دوراً محورياً في مستقبل البلاد.

أتى هذا التصعيد النوعي ليتوّج سنوات من الضغط الاقتصادي والدبلوماسي والفشل في تغيير النظام عبر الوسائل السياسية؛ وهو يبرَّر لدى واشنطن، بأنه جزء من «نزاع مسلح» ضدّ كارتلات المخدرات، فيما يُقرأ في كاراكاس وعلى الساحة الدولية، كمقدّمة لمرحلة أكثر خطورة من الصراع وهو صراع النفط.

أطبق سيد البيت الأبيض الخناق على فنزويلا من خلال حصار نفطي وبحري وتأتي هذه الخطوة بعد أن استولت القوات الأمريكية، الأسبوع الماضي، على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، في إجراء غير معتاد جاء عقب حشد قوات عسكرية في المنطقة. وقال ترامب إن فنزويلا «محاطة بالكامل بأكبر أسطول بحري تم تجميعه في تاريخ أمريكا الجنوبية».

وأردف: «وسيزداد هذا الأسطول قوة، وستكون الصدمة التي ستتلقاها فنزويلا غير مسبوقة إلى أن تُعيد إلى الولايات المتحدة الأمريكية جميع النفط والأراضي والأصول الأخرى التي سرقتها منا سابقاً».

وتأتي هذه الخطوة بعد أن استولت القوات الأمريكية، الأسبوع الماضي، على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، في إجراء غير معتاد جاء عقب حشد قوات عسكرية في المنطقة.

وصفت الحكومة الفنزويلية إعلان الرئيس الأمريكي بأنه «غير عقلاني» و«تهديد بشع». وكتبت الحكومة في بيان: «يحاول رئيس الولايات المتحدة فرض حصار عسكري بحري مزعوم على فنزويلا بطريقة غير عقلانية بهدف سرقة الثروات التي هي ملك لوطننا».

تعطيل الحركة

وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن التهديد الأمريكي بمصادرة السفن التي تقل النفط الفنزويلي أدى إلى تعطيل حركة النقل النشطة عادة لسفن الأسطول الخفي التي تنقل نفط فنزويلا إلى الصين وكوبا.

وذكرت الصحيفة، التي اعتمدت في تقريرها على بيانات تتبع السفن، أن العديد من ناقلات النفط راسيةٌ في الموانئ الفنزويلية بينما تتجه ناقلات أخرى بعيداً عن المنطقة.

اقتصادياً، تمثل قضية الناقلة ضربة جديدة لقطاع النفط الفنزويلي، الذي يُعد العمود الفقري للاقتصاد الفنزويلي. أي التعطيل للصادرات يعني مزيداً من الضغوط على العملة المحلية، ومستويات المعيشة، والخدمات الأساسية، في بلد يعاني أصلاً من آثار العقوبات.

يرى منتقدو الرئيس ترامب أن التهديدات الأخيرة للنظام الفنزويلي ولرئيسه تحديداً، تهدف بالأساس إلى سحب بساط الهيمنة على ثروات البلاد منهم، واستعادة الولايات المتحدة حقَ الاستفادة منها، كما كانت الأمور تُدار قبل وصول الرئيس الراحل شافيز إلى الحكم في 1999 وتأميمه القطاعات الاستراتيجية مثل النفط والكهرباء والاتصالات والمصارف، وغيرها في 2001.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب تحدث في لقاءات خاصة مع مساعديه حول احتياطيات فنزويلا النفطية الضخمة، المقدرة بـ300 مليار برميل، وهي الأكبر في العالم، حيث تلقى عرضاً من الرئيس مادورو كان من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة حقوقاً في جزء كبير منها، دون اللجوء إلى العمل العسكري.

عقوبات

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على ست سفن أخرى قالت إنها كانت تحمل نفطاً فنزويلياً. ;كما أعلنت فرض عقوبات أيضاً على بعض أقارب الرئيس مادورو، وعلى شركات مرتبطة بما وصفته الولايات المتحدة بنظامه غير الشرعي.

وكانت الولايات المتحدة قد عززت وجودها العسكري في البحر الكاريبي، الذي يحد فنزويلا من الشمال، في الأيام التي سبقت العملية. وشمل ذلك نشر آلاف الجنود وحاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس جيرالد فورد» - أكبر حاملة طائرات في العالم - على مسافة تتيح توجيه ضربات إلى فنزويلا.