إعداد: موسى علي
لطالما أحب عالم الاستثمار الاختصارات، وها هو اختصار جديد يظهر في المشهد المالي بفضل تقلبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تجارة تاكو "TACO Trade"، وهو تعبير أطلقه الصحفي روبرت أرمسترونج من صحيفة فاينانشال تايمز، اختصاراً لعبارة "ترامب دائماً يغيّر رأيه".
تعتمد هذه التجارة على إستراتيجية جريئة لكنها مربحة، تقوم على شراء الأسهم بعد تراجع السوق نتيجة تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية أو تطبيقه إياها فعلياً، ثم بيعها عندما يتراجع عن قراراته تحت ضغط السوق أو المخاوف الاقتصادية، ومع تكرار هذا النمط، بات المتداولون يرونه فرصة استثمارية مدروسة لا تهديداً حقيقياً.
توم هيبرت إستراتيجي الأصول المتعددة في شركة "كاناكورد ويلث"، أشار إلى أن تجارة "تاكو" تزداد رواجاً بين المستثمرين الذين يقرأون مزاج ترامب الانفعالي كفرصة للشراء المؤقت، وليس كتحول دائم في السياسة التجارية الأمريكية.
مثال واضح على ذلك حدث في أواخر مايو، عندما هدد ترامب بفرض رسوم بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، تراجعت الأسواق بشدة، لكن ترامب تراجع خلال يومين بعد تحذيرات أوروبية حادة، ليرجئ تنفيذ الرسوم حتى 9 يوليو، مما أدى إلى انتعاش سريع في الأسهم الأمريكية.
هذا لم يكن التراجع الوحيد، فقد خفض ترامب، الشهر الماضي، الرسوم الجمركية على السلع الصينية من 145% إلى 30% بعد أن ردت بكين برفع الضرائب على المنتجات الأمريكية إلى 125%ن كما علّق في أبريل رسوماً متبادلة كان قد أعلن عنها في خطابه بمناسبة "يوم التحرير"، لتجنّب ردود اقتصادية سلبية.
وفي هذا السياق، كتب أرمسترونج أن الإدارة الأمريكية لا تتحمل الضغوط السوقية طويلاً، وغالباً ما تتراجع عندما تبدأ التداعيات الاقتصادية في إيلامها، لكن رد فعل ترامب لم يكن مرحباً بهذه التسمية، ووصف سؤال مراسلة عن "تاكو" بأنه بغيض، مشيراً إلى أن إدارته ساعدت الصين كثيراً بسبب هذه السياسة.
مؤخراً، عاد ترامب لإثارة الجدل بإعلانه عزمه مضاعفة الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50%، ما دفع الصين إلى اتهام واشنطن بانتهاك خطير للاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه مؤخراً في جنيف.
ويختتم هيبرت: "سياسة ترامب التجارية تعتمد على القوة أكثر من الدبلوماسية، ما يضيف جرعة هائلة من عدم اليقين، لكنها في الوقت نفسه تفتح نافذة ربحية غير تقليدية للمضاربين الأذكياء".
