أعلنت أمريكا أنها لن تطبّع العلاقات مع روسيا «دون التوصل لاتفاق سلام» مع أوكرانيا، في وقت وقّعت واشنطن وكييف اتفاقاً اقتصادياً واسعاً، يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا، التي مزّقتها الحرب، ويمنح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، فيما «تحتفظ أوكرانيا بالملكية والسيطرة الكاملة» على مواردها الطبيعية.

وقالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مينيون هيوستن، في تصريح صحافي: «نحن الآن أقرب من أي وقت مضى، نرى تحركات حقيقية وملموسة نحو السلام، بين روسيا وأوكرانيا، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل.. ونُدرك ذلك، ونُقرّ به، وسنواصل تركيزنا الشديد، وانخراطنا على أعلى المستويات، في ما يتعلق بهذا الجهد». وتابعت: «لا تطبيع مع روسيا، دون اتفاق للسلام في أوكرانيا».

وردّاً على سؤال بشأن التطورات الأخيرة في المفاوضات الأمريكية مع روسيا بشأن أوكرانيا، وإمكانية انسحاب الولايات المتحدة منها، أجابت هيوستن: «كان الرئيس ووزير الخارجية واضحين للغاية، نريد أن نرى نهاية لهذه المعاناة، ونهاية للموت، وعدم الاستقرار في المنطقة». وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو قال: «هذا إنه أسبوع حاسم لنرى أفعالاً، لا مجرد أقوال»، معتبرة أن الوزير «ذكّر العالم بأن هذه الإدارة كانت شديدة التركيز خلال هذه الأيام الـ 100 الأولى، والآن نريد أن نرى كلا الطرفين يتخذان موقفاً، ويتفاوضان لإنهاء هذا السلام».

ويأتي هذا التصريح، مع توقيع واشنطن وكييف اتفاقاً حول الميعاد، بالتوازي مع مفاوضات دبلوماسية متعدّدة الأطراف، تجري لإيجاد حلّ للنزاع المتواصل بين روسيا وأوكرانيا منذ ثلاث سنوات. وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، في رسالة بالفيديو «يسعدني أن أعلن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية التاريخية» مع أوكرانيا. من جهتها، قالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، إثر توقيعها الاتفاق في واشنطن، إنّه «بالتعاون مع الولايات المتّحدة، نعمل على إنشاء هذا الصندوق، الذي سيجذب استثمارات عالمية إلى بلدنا».

وأضافت في منشور على «فيسبوك»، أنّ الاتفاق سيتيح تمويل «مشاريع لاستخراج معادن ونفط وغاز» في أوكرانيا.

وشدّدت سفيريدينكو على أنّ «الوثيقة في شكلها الحالي، هي ضمانة نجاح لبلدينا - أوكرانيا والولايات المتحدة»، مؤكّدة في الوقت نفسه، أنّ بلادها ستحتفظ «بالملكية والسيطرة الكاملة» على مواردها الطبيعية، بما في ذلك تلك الموجودة في باطن الأرض، وأنّ «الدولة الأوكرانية، ستكون هي من يحدّد أين وماذا سيتم استخراجه». من جهتها، قالت وزارة الخزانة الأمريكية، إنّ الولايات المتّحدة وأوكرانيا، وقّعتا اتفاقية لإنشاء «صندوق استثماري لإعادة الإعمار».