في خضم الدمار والانقاض المشتعلة غطت مادة وردية اللون جميع الأماكن في لوس أنجلوس، من أسطح المنازل إلى السيارات والشوارع، فما هي هذه المادة؟
تقوم فرق مكافحة حرائق الغابات المدمرة في كاليفورنيا برش المنازل والتلال بمادة كيميائية مقاومة للحريق ذات لون وردي فاتح تعد المثبط الأكثر استخداما في العالم.
فوس تشيك
المادة المثبطة للحريق هي منتج يسمى (فوس تشيك) Phos-Chek - تبيعه شركة تسمى Perimeter - وتم استخدامه لمكافحة الحرائق في الولايات المتحدة منذ عام 1963.
وتعد (فوس تشيك) المادة المثبطة للهب الأكثر استخدامًا في العالم، وفقا لصحيفة " بولتيكو" الأمريكية.
وكانت شركة Perimeter قد نصحت في السابق باستخدام الماء الدافئ ومنظف خفيف لإزالة المادة المثبطة للهب من الأسطح الصغيرة - وبأسرع وقت ممكن.
وكشف متحدث باسم شركة "بيريميتر سوليوشنز"، المصنعة للمادة، أن اللون الوردي الزاهي يضاف كمؤشر مرئي لمساعدة الطيارين ورجال الإطفاء في تحديد المناطق التي تم رشها بالفعل.
وبدلا من إطفاء النيران مباشرة، يتم رش "فوس-تشيك" مسبقا لتغطي النباتات والأسطح القابلة للاشتعال.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن المادة تمنع الأكسجين من تغذية النيران، مما يخلق حاجزا يبطئ انتشارها.
وكشفت الصحيفة أن المواد الكيميائية الموجودة في المثبطات قد تكون سامة، بما في ذلك المعادن الثقيلة، مما يؤثر على الحياة البرية، الممرات المائية.
المكونات الأساسية للمادة المثبطة للحرائق هي أملاح مثل بولي فوسفات الأمونيوم، وتتميز بقدرتها على التحمل لفترات أطول من الماء، حيث لا تتبخر بسرعة.
يمكن للمادة المثبطة للحرائق أن تتحمل الظروف القاسية وتدوم لفترة أطول من الماء، "لا تتبخر مثل قطرات الماء"، كما قال ستانتون فلوريا، المتحدث باسم المركز الوطني لمكافحة الحرائق، لصحيفة نيويورك تايمز .
هذه المادة مفيدة بشكل خاص في المناطق التي تواجه فيها أطقم الأرض تحديات في الوصول إلى التضاريس الوعرة.
ويمكن للرياح العاتية أن تجعل القطرات الجوية خطيرة، وقد تؤدي الهبات القوية إلى تشتيت المسحوق قبل أن يصل إلى هدفه، مما يقلل من فعاليته.
هل هناك مخاطر مرتبطة بالمادة المثبطة للحرائق؟
في حين أن المسحوق الوردي أداة قوية في مكافحة حرائق الغابات، أثار خبراء البيئة مخاوف بشأن تأثيره على النظم البيئية وصحة الإنسان. تشير الأبحاث الناشئة إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في مثبطات الحرائق، بما في ذلك المعادن الثقيلة، تشكل تهديدًا سامًا للبيئة، وفقًا لتقرير نيويورك تايمز.
وأضافت أن ملايين الجالونات من هذه المادة يتم إسقاطها كل عام، مما قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالحياة البرية وتلويث المجاري المائية وفرض مخاطر على صحة الإنسان.
يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه صهاريج مياه إضافية وعشرات رجال الإطفاء إلى منطقة لوس أنجلوس قبل عودة الرياح الشديدة التي من المتوقع أن تهدد التقدم المحرز حتى الآن في حريقين هائلين دمرا آلاف المنازل وأسفرا عن مقتل 24 شخصًا على الأقل.
ووصلت العشرات من شاحنات المياه لتجديد الإمدادات بعد أن جفت صنابير المياه الأسبوع الماضي عندما اندلع أكبر حريقين.
وأعربت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس ومسؤولون آخرون - واجهوا انتقادات بسبب استجابتهم الأولية للحرائق التي بدأت الأسبوع الماضي - عن ثقتهم يوم الاثنين في أن المنطقة مستعدة لمواجهة التهديد الجديد مع جلب رجال إطفاء إضافيين من جميع أنحاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى كندا والمكسيك .
وقال رئيس إطفاء مقاطعة لوس أنجلوس أنتوني مارون عندما سُئل عما سيكون مختلفًا عن الأسبوع الماضي، عندما دفعت الرياح القوية التي تشبه الأعاصير العديد من الحرائق عبر المنطقة الجافة المليئة بالشجيرات والتي لم تشهد أمطارًا منذ أكثر من ثمانية أشهر: "نحن مستعدون بشكل أفضل تمامًا" .
70 ميلاً في الساعة
ومن المتوقع أن تشتد الرياح ، لكن من غير المتوقع أن تصل إلى قوة الأعاصير مثل الأسبوع الماضي. ومع ذلك، قال مارون إن الرياح قد تمنع طائرات مكافحة الحرائق من الإقلاع، محذرًا من أنه إذا وصلت الرياح إلى 70 ميلاً في الساعة (112 كيلومترًا في الساعة)، "فسيكون من الصعب جدًا احتواء هذه الحرائق".
ونصح مسؤولو الإطفاء السكان في المناطق عالية الخطورة بمغادرة منازلهم - وعدم انتظار أوامر الإخلاء الرسمية - إذا شعروا بالخطر.
خطير بشكل خاص
فيما حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن الطقس سيكون "خطيرًا بشكل خاص" يوم الثلاثاء، حيث قد تصل سرعة الرياح إلى 65 ميلاً في الساعة (105 كيلومترات في الساعة). ويخضع جزء كبير من جنوب كاليفورنيا حول لوس أنجلوس لهذا التحذير من خطر الحرائق الشديد حتى يوم الأربعاء، بما في ذلك مناطق ثاوزند أوكس ونورثريدج وسيمي فالي المكتظة بالسكان.
