انتهت مفاوضات برلين بين واشنطن وكييف في محاولة للتوصل إلى سلام في أوكرانيا، من دون حل لعقدة الأرض، حيث حرص المفاوضون الأمريكيون على إقناع كييف بالتخلي عن إقليم دونباس المكون من منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد، كشرط لمحادثات السلام مع موسكو. لكن أوكرانيا رفضت ذلك، وواشنطن وصفت المحادثات بالمثمرة، وأشارت إلى أن هناك فرصاً للتوصل إلى اتفاق نهاية العام.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي أن الاجتماع الذي عقد بين مستشاري الرئيس دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان مثمراً. ونقلت وكالة «رويترز» عن كبير المفاوضين الأوكرانيين قوله إن المحادثات مع واشنطن كانت بناءة ومثمرة وأسفرت عن تقدم حقيقي.

وأضاف «نأمل التوصل إلى اتفاق يقربنا من السلام بحلول نهاية هذا اليوم»، مشيراً إلى أن الفريق الأمريكي يعمل بشكل بناء على المساعدة في التوصل إلى سلام دائم.

وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أعلن إحراز «تقدم كبير» في الجولة الأولى من محادثات برلين، وقال في منشور على منصة «إكس» إن المباحثات كانت «معمقة ومستفيضة»، وتناولت خطة سلام مكونة من 20 نقطة، إلى جانب ملفات اقتصادية، مؤكداً أن الأطراف ستجتمع مجدداً لاستكمال النقاشات.

وشارك في الجولة الأولى من المباحثات -التي استمرت أكثر من 5 ساعات- الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى جانب وفدين من الولايات المتحدة وأوكرانيا، وبحضور جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ولم تتضح بعد طبيعة الخطوات التالية أو المقترحات المحددة المطروحة على طاولة التفاوض، لكن الوفد الأمريكي أبدى تفاؤله بإمكانية البناء على ما تحقق في الجولة الأولى من المحادثات.

وأفاد مسؤول مطلع على المفاوضات «فرانس برس»، بأن المفاوضين الأمريكيين ما زالوا يريدون من أوكرانيا التخلي عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك (شرق) اللتين تشكلان معاً الدونباس، كشرط لمحادثات السلام مع روسيا. وهو أمر ترفضه أوكرانيا.

وقال المسؤول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يريد أراضي»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تطالب أوكرانيا «بالانسحاب» من المنطقتين، وأن كييف غير موافقة على هذا الطلب.

من جانبه، قال الكرملين إن بقاء أوكرانيا خارج حلف الناتو مسألة حاسمة في المحادثات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين البلدين، وذلك تزامنا مع انطلاق محادثات برلين.

وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن عدم انضمام أوكرانيا للناتو مسألة حاسمة في المحادثات بشأن أي تسوية سلمية محتملة مع كييف، مشيراً إلى أنها موضع نقاش خاص. وقال بيسكوف إن روسيا تتوقع تلقي مستجدات من الولايات المتحدة بعد محادثات واشنطن مع الدول الأوروبية وأوكرانيا في برلين.

مفاوضات مكثفة

وكان زيلينسكي قد صرح بأنه رغم عدم وجود موعد نهائي محدد لإبرام اتفاق، إلا أن واشنطن ترغب في وضع الخطوط العريضة لاتفاق بحلول عيد الميلاد.

وأفاد زيلينسكي بأن «الأمر الأهم هو أنه يتعين أن تكون الخطة منصفة بقدر الإمكان، أولاً وقبل كل شيء بالنسبة لأوكرانيا، لأن روسيا هي التي بدأت الحرب».

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول: «أعتقد أن المفاوضات لم تصل من قبل إلى هذا المستوى من الجدية كما هي الآن، فهي تجرى بشكل مكثف جداً».

وأضاف «لكننا لن نعرف إذا كانت المفاوضات ستكلل بالنجاح إلا بحلول نهاية الأسبوع. بالطبع، كل جهد يبذل في هذا الظرف التاريخي جدير بالاهتمام بهدف وقف هذه الوفيات وإنهاء الحرب. وما زلنا لا نعلم إذا كان فلاديمير بوتين يمتلك حقاً إرادة صادقة لإنهائها».

وعقدت أيضاً أمس قمة أوروبية أوكرانية بين زيلنسكي وقادة أوروبيين، لتنسيق مواقفهم، والعمل على تعديل الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب، بعد أن قالوا إن نسختها الأولى تراعي إلى حد بعيد شروط موسكو.