أمريكا توافق على بيع أنظمة باتريوت بقيمة 8.5 مليارات دولار للدنمارك

استعر لهيب الحرب في أوكرانيا، عبر هجمات روسية طالت مناطق شتى، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وسط تبادل كثيف للهجمات بالمسيّرات بين الطرفين.

وبينما دعت كييف حلفاءها لاتخاذ إجراء حاسم ضد الروس، رهن الأوروبيون إعادة الأصول المجمدة بدفع موسكو تعويضات.

وشنت روسيا هجوماً واسع النطاق على عدة مناطق أوكرانية، أسفر عن سقوط قتيل ونحو 24 جريحاً في زابوريجيا، وفق السلطات المحلية.

وقتل شخص على الأقل وأصيب نحو 24 آخرين بجروح، جراء الهجمات الليلية على مدينة زابوريجيا الكبرى في جنوبي أوكرانيا، على ما أفادت أجهزة الإسعاف.

وأضافت أنه تم نقل 3 قصّر إلى المستشفى. وأظهرت صور نشرتها السلطات الأوكرانية، مباني مدمرة وعناصر إطفاء يحاولون إخماد حريق.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إنها أسقطت 20 طائرة مسيرة أوكرانية، منها 18 فوق شبه جزيرة القرم.

واثنتين فوق منطقة سمولينسك في غربي روسيا. وذكرت الوزارة أنها دمرت 86 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، وحتى أمس السبت.

وأفادت القوات الجوية الأوكرانية، بأنها أسقطت 510 من أصل 537 طائرة مسيرة، و38 من أصل 45 صاروخاً أطلقتها روسيا في هجوم ليلي.

وأضافت في بيان، أنها سجلت أيضاً 5 ضربات صاروخية، و24 هجوماً بطائرات مسيرة، استهدفت 7 مواقع، في حين تساقطت الشظايا في 21 موقعاً.

كما أعلن حاكم دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، أن المنطقة تتعرض لهجوم كبير، مشيراً إلى وقوع ضربات في دنيبرو وبافلوغراد. وكتب سيرجي ليساك على تلغرام: المنطقة تتعرض لهجوم كبير.. يُسمع دوي انفجارات.

وقصفت أوكرانيا مصفاتي نفط في روسيا بطائرات مسيرة ليلاً، فيما تواصل استهداف البنية التحتية للطاقة. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: إن مصفاة نفط في منطقة كراسنودار، ومصفاة سيزران في منطقة سامارا، تعرضتا لهجوم في إطار جهود للحد من إمدادات الوقود للجيش الروسي.

وأكدت السلطات الإقليمية في كراسنودار، أن حريقاً في المصفاة اندلع جراء حطام المسيرة المتساقط، مشيرة إلى إطفاء الحريق دون وقوع إصابات.

في الأثناء، اغتيل النائب الأوكراني، أندري باروبي، الرئيس السابق للبرلمان، بطلقات رصاص في لفيف غربي البلاد، وفق ما أعلنت السلطات الوطنية، مشيرة إلى أنها تبحث عن مطلق الرصاص.

وأعلنت الشرطة الأوكرانية، عن إطلاق نار وقع في لفيف، مشيرة إلى أن الضحية، وهي شخصية عامة وسياسية معروفة، توفيت في موقع الحادثة متأثرة بجراحها.

وندد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بما أسماها جريمة قتل فظيعة، متعهداً بفتح تحقيق للكشف عن ملابساتها.

على صعيد متصل، وافقت الولايات المتحدة على بيع عدة أنظمة دفاع جوي طراز باتريوت، وأسلحة أخرى لحليفتها في حلف شمال الأطلسي الدنمارك، التي تعتزم دعم أوكرانيا في الحرب.

وأقرت وزارة الخارجية الأمريكية، الصفقة التي تقدر قيمتها بـ 8.5 مليارات دولار، وتشمل 6 منصات إطلاق، وأنظمة رادار وتوجيه، وصواريخ مرتبطة بها.

كما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، أن وزارة الخارجية وافقت على بيع محتمل لخدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والمعدات ذات الصلة إلى أوكرانيا، بتكلفة تبلغ نحو 150 مليون دولار.

دعوات حزم

سياسياً، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الولايات المتحدة وأوروبا والعالم بأسره، لاتخاذ إجراء حاسم ضد روسيا.

وكتب زيلينسكي عبر موقع فيسبوك: هذه الحرب لن تنتهي ببيانات سياسية، يجب اتخاذ خطوات حقيقية.

وشدد على أن المزيد من العقوبات يجب أن تستهدف روسيا نفسها في قطاعي البنوك والطاقة، معرباً عن أسفه إزاء أن روسيا أظهرت من خلال هجماتها الأخيرة، تجاهلها التام للكلمات، على حد قوله.

وأضاف: نعول على الإجراءات الحقيقة، من الواضح تماماً أن موسكو استغلت الوقت المقدم من الغرب للإعداد لمحادثات بين الرئيسين الأوكراني والروسي، لتنظيم هجمات جديدة.

دعم

وتعهد السفير الألماني الجديد لدى الأمم المتحدة، ريكليف بويتين، بمواصلة دعم أوكرانيا.

وقال بويتين خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الوضع في أوكرانيا: ألمانيا مع حلفائها ستدعم أوكرانيا، وحقها في الدفاع عن نفسها، طالما كان ذلك ضرورياً، مضيفاً أن روسيا برهنت مجدداً بهجماتها الأخيرة على تجاهلها الصارخ للقانون الدولي.

كما أكد وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أنه لا يأمل كثيراً في نجاح سريع للجهود الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن: أنصحنا جميعاً بإجراء المناقشات الصحيحة في هذا الوقت.

وذكر فاديفول أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يرفض التفاوض، ويواصل حربه على أوكرانيا، مضيفاً أنه يتعين زيادة الضغط الآن، ومناقشة جميع القضايا الأخرى لاحقاً.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس: إنه لا يمكن تصور إعادة الأصول الروسية المجمدة داخل التكتل بسبب الحرب في أوكرانيا، ما لم تدفع موسكو تعويضات.

وأضافت قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن: لا يمكننا أن نتصور أنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام، فإن هذه الأصول ستعود إلى روسيا إذا لم تدفع التعويضات.