تستعجل واشنطن إنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما تريد موسكو حلاً على «نار هادئة وسرية»، فيما تتواصل المعارك في الميدان.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس: «إن الأسبوع المقبل قد يكون «مفصلياً» على صعيد الجهود المبذولة لوضع حد للحرب الدائرة في أوكرانيا».

وصرح روبيو لشبكة إن بي سي «نحن قريبون للغاية، لكننا لسنا قريبين بما يكفي»، وأضاف، «أعتقد أن الأسبوع سيكون مفصلياً». وتابع «علينا أن نتخذ قراراً بشأن ما إذا كنا نريد مواصلة الانخراط في هذا المسعى، أو ما إذا كان الوقت قد حان للتركيز على قضايا أخرى لا تقلّ أهمية، إن لم تكن أكثر أهمية، في بعض الأحيان».

لكن روبيو لفت إلى وجود «أسباب تدعو للتفاؤل، وأخرى تدعو للتحلّي بالواقعية» فيما يتّصل بفرص التوصل إلى اتفاق.

وإذ شدّد على عدم وجود «حلّ عسكري» للحرب، قال: إن «الحلّ الوحيد لهذه الحرب هو بتسوية تفاوضية يتعيّن فيها على الطرفين التخلي عن شيء يقولان إنهما يريدانه، وإعطاء الطرف الآخر شيئاً يتمنّيان عدم إعطائه». ونقلت مجلة تايم الجمعة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله في مقابلة: «إن القرم ستبقى مع روسيا. وزيلينسكي يُدرك ذلك». ووصف ترامب، مطالب إعادة شبه جزيرة القرم وأراضٍ أخرى إلى أوكرانيا لإنهاء الصراع بأنها «سخيفة».

في موسكو، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أن العمل على حل الوضع في أوكرانيا مستمر، لكن لا يمكن إجراؤه بشكل علني. وقال، في مقابلة مع الصحافي بافيل زاروبين، «العمل مستمر ... لا يمكن تنفيذ العمل في شكل علني، بل يمكن تنفيذه فقط في صيغة سرية (غير معلنة)»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية. وأوضح بيسكوف أن فهم ترامب للوضع المحيط بالصراع في أوكرانيا يتوافق إلى حد كبير مع موقف روسيا.

مستودع هيمارس

في الوقت نفسه تستمر الحرب في الميدان. وأمس، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات الروسية اتخذت مواقع مهمة وحاكمة، وكبدت القوات الأوكرانية خسائر جسيمة في الجنود والعتاد، من بينها مستودع صواريخ «هيمارس» الأمريكية، على محاور عدة.

وأعلنت الوزارة، في بيان، أن «الطيران الحربي والمسيّر، وقوات الصواريخ والمدفعية الروسية، استهدفت البنية التحتية للمطارات العسكرية، وخط إنتاج للطائرات المسيرة، ومستودعات الذخيرة، بما في ذلك مخازن صواريخ راجمات «هيمارس» أمريكية الصنع، بالإضافة إلى نقاط الانتشار المؤقتة للتشكيلات الأوكرانية في 168 منطقة.

كما دمرت منظومات الدفاع الجوي 124 طائرة دون طيار.

استعادة كورسك

ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله: إن الرئيس فلاديمير بوتين اتصل هاتفياً بقادة كبار في منطقة كورسك غربي روسيا لتهنئتهم على طرد القوات الأوكرانية.

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال: «إن قواته لا تزال تخوض معارك في كورسك». وكتب في منشور على منصة «إكس»: «تواصل وحداتنا تنفيذ عمليات دفاعية نشطة في منطقتي كورسك وبلغورود الروسيتين». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة بثت أمس: «إن موسكو ستواصل استهداف المواقع التي يستخدمها الجيش الأوكراني».

ورداً على سؤال بشأن «استهداف مبنى سكني» في كييف الأسبوع الماضي ما أودى بحياة ما لا يقل عن 12 شخصاً، قال لافروف: إن الهدف لم يكن «مدنياً بالكامل». وأضاف، «سنواصل استهداف المواقع التي يستخدمها الجيش الأوكراني وبعض المرتزقة من دول أجنبية، والمدربون الذين أرسلهم الأوروبيون رسمياً للمساعدة في استهداف المواقع المدنية الروسية».