مع ارتفاع منسوب التفاؤل بقرب بدء جولة جديدة من مفاوضات السلام، وتجديد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الدعوة للقاء نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قللت موسكو من حجم التوقعات، باستبعادها أن تسفر الجولة المرتقبة عن معجزات.

وجدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عرضه للقاء نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والتفاوض من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه وفود من الحكومتين لعقد الجولة الثالثة من المحادثات المباشرة.

وقال زيلينسكي، في منشور عبر تطبيق تلغرام، إن أوكرانيا لم ترغب أبداً في هذه الحرب، ويجب على روسيا أن تنهي الحرب التي بدأتها بنفسها.

لافتاً إلى أن بلاده ستسعى خلال محادثات إسطنبول المقبلة، إلى ضمان إعادة أسرى الحرب الأوكرانيين والأطفال. وكشف زيلينسكي عن أن وزير الدفاع السابق، والسكرتير الحالي لمجلس الأمن، رستم أوميروف، سيرأس وفد كييف في الجولة المقبلة من محادثات السلام.

بدوره، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه يتعين بذل الكثير من الجهود، قبل إجراء مناقشات تفصيلية، بشأن إمكانية عقد اجتماعات رفيعة المستوى، دون أن يحدد موعداً لمحادثات إسطنبول. وأضاف بيسكوف: ليست لدينا أي أسباب لتوقع تحقيق أي اختراقات سحرية أو معجزات، فهذا أمر شبه مستحيل، في ظل الوضع الراهن.

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، أن محادثات السلام بين الروس والأوكرانيين، تعد خطوة إيجابية، شرط أن تفضي إلى لقاء بين زيلينسكي وبوتين، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال بارو في حديث لإذاعة فرانس إنتر من شرقي أوكرانيا، حيث يقوم بزيارة: من الجيد أن تستمر المحادثات، لكن شرط أن تقود إلى لقاء على مستوى رئيسي البلدين، وهو لقاء يمكن أن يُسفر عن وقف لإطلاق النار، مضيفاً:

لقد مضى الآن 5 أشهر، منذ قبلت أوكرانيا وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً، لإتاحة المجال أمام المفاوضات، لأن التفاوض لا يمكن أن يتم تحت القصف، وها نحن ننتظر منذ 5 أشهر، موافقة فلاديمير بوتين على المبدأ نفسه.

وأكد أن العقوبات المفروضة حتى الآن، إلى جانب احتمال فرض عقوبات إضافية من الولايات المتحدة أو أوروبا، يجب أن تدفع فلاديمير بوتين إلى إعادة حساباته، والموافقة على وقف لإطلاق النار.

وأوضح بارو أن باريس مستعدة للذهاب أبعد من ذلك، إذا لم يغيّر بوتين موقفه، مضيفاً: طلبت من فريقي إعداد حزمة جديدة من العقوبات ذات طابع أوروبي، ستكون أشد صرامة.

في الأثناء، قالت روسيا، إنها رصدت تصاعداً في التوتر الدولي، وإنها تراقب التطورات، بعد أن أوردت صحيفتا التايمز وتليغراف البريطانيتان، تقارير عن أن الولايات المتحدة وضعت أسلحة نووية في بريطانيا، لأول مرة منذ عام 2008.

ولدى سؤاله عن هذه التقارير، قال بيسكوف: نرى اتجاهاً نحو تصعيد التوتر، نحو التسلح، بما في ذلك التسلح النووي.. تتابع جهاتنا المعنية التطورات في هذه المنطقة، وتعد التدابير اللازمة لضمان أمننا، على خلفية ما يحدث.

تطورات

ميدانياً، قتل 3 أشخاص وجرح ثلاثة آخرون، أمس، في ضربة بمسيرة أوكرانية، على حافلة للنقل الخاص، في الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من منطقة خيرسون، وفق ما أعلن مسؤول معين من موسكو.

وقال الحاكم، إن في ناحية غولوبريستانسكي، شنت مسيرة تابعة للقوات الأوكرانية المسلحة، هجوماً على حافلة للنقل الخاص، مشيراً إلى مقتل 3 أشخاص، وإصابة 3 مدنيين آخرين بجروح، وهم في حالة الخطر. وأعلن عمدة مدينة كراماتورسك، ألكسندر جونتشارينكو، مقتل طفل جراء هجمات جوية كثيفة، شنتها روسيا على أوكرانيا خلال الليل.

وقال جونتشارينكو، إن الطفل البالغ من العمر 10 سنوات، لقي حتفه، عندما أصابت قنابل انزلاقية موجهة، مبنى سكنياً في مدينة كراماتورسك، الواقعة في شرقي أوكرانيا.، مشيراً إلى إصابة 5 أشخاص آخرين.

مسيّرات

على صعيد متصل، أعلن سلاح الجو في أوكرانيا، في بيان، أمس، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 33 من أصل 42 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل.

وقال البيان، إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 42 طائرة مسيرة، تم إطلاقها من منطقة بريمورسكو-أختارسك الروسية، وكذلك من كيب تشودا، وبلدة هفارديسكي بشبه جزيرة القرم. في المقابل، أعلن الجيش الروسي، أن وحدات من مجموعتي الغرب والشرق، التابعتين للقوات الروسية، دمرتا 77 نقطة تحكم للطائرات المسيرة، التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.