كشفت أرقام صادمة، حصلت عليها صحيفة "ذا صن" البريطانية، عن أن أكثر من ربع الجنود في الجيش البريطاني يعانون من السمنة المفرطة، لدرجة أنهم غير قادرين على أداء مهامهم القتالية.

ووفقاً للأرقام الرسمية، فإن من أصل 147,300 فرد يخدمون في القوات المسلحة البريطانية، فإن 40,063 فرداً كانوا مصنّفين ضمن الفئات المعرضة لـ"خطر متزايد، أو خطر مرتفع، أو خطر مرتفع للغاية" للإصابة بأمراض مرتبطة بزيادة الوزن، وذلك خلال العام الماضي.

وتُظهر البيانات أنه تم تسريح بعض الجنود طبياً بسبب بلوغ وزنهم مستويات مقلقة للغاية، فقد تم تسريح أحد أفراد القوات المسلحة بعد أن وصل وزنه إلى نحو 166 كغم، وأُجبر بعضهم على مغادرة الخدمة أيضاً، حيث بلغ الوزن الإجمالي لأكثر خمسة جنود بدانة تم تسريحهم ما يعادل أكثر من 767 كغم.

وبحسب التقرير، فإن الجنود والبحارة وأفراد الطاقم الجوي الذين يعانون من السمنة لا يتم نشرهم في العديد من الأدوار في الخطوط الأمامية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على القوة القتالية للجيش البريطاني، ويرى محللون أن هذه الأرقام تعكس مشكلة تنظيمية داخل المؤسسة العسكرية، وتتطلب تدخلاً عاجلاً.

وفي سياق متصل، كشفت البيانات الصادرة بموجب قانون حرية المعلومات عن إصابة أكثر من 320 جندياً بمرض السكري من النوع الثاني، وهو النوع المرتبط غالباً بأسلوب الحياة غير الصحي.

كما تبين أن 343 جندياً من الجيش والبحرية والقوات الجوية الملكية، منهم 242 رجلاً و101 امرأة، قد تناولوا أدوية لإنقاص الوزن، في حين خضع 11 آخرون لإجراءات جراحية مثل ربط المعدة وشفط الدهون.

من جهته، حذّر الكولونيل السابق فيل إنغرام من خطورة الوضع، قائلاً: "لا عذر للجنود في زيادة وزنهم أو إصابتهم بالسمنة، لا يمكنك الانضمام إلى القوات المسلحة إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، وهذا يحدث خلال فترة الخدمة، إنها أزمة حقيقية، وفشل من جانب القادة في ضمان جاهزية القوات للقتال".

تسلط هذه الأرقام الضوء على مشكلة متفاقمة داخل الجيش البريطاني، حيث بدأت السمنة تؤثر بشكل مباشر على الجاهزية العسكرية والقدرة القتالية، وبينما تتزايد الضغوط لمحاسبة القيادات العسكرية على هذا الإخفاق، يبدو أن الجيش بحاجة إلى إصلاح داخلي عميق يشمل برامج صحية صارمة لضمان بقاء القوات في أفضل حالاتها البدنية.