شنت ⁠روسيا هجوماً على كييف والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا فجر ‌أمس، ما أدى إلى انقطاعات للتيار الكهربائي ودفع بولندا إلى نشر طائرات حربية لحماية مجالها الجوي، وذلك بعد يومين من انتهاء محادثات السلام التي قادتها الولايات المتحدة في ميامي.

وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية، يوليا ⁠سفيريدينكو، إن روسيا أطلقت أكثر من 600 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ لاستهداف قطاع الطاقة الأوكراني في هجمات خلال الليل. وأوضحت أن منشآت الطاقة في غرب البلاد ⁠هي الأكثر تضرراً.

وذكر سلاح الجو الأوكراني أنه انطلقت إنذارات ‌الغارات الجوية في ‌معظم أنحاء ⁠البلاد. وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف عبر تيليجرام إن حطاماً سقط بالقرب من مبنى سكني في حي سفياتوشينسكي، ما أدى إلى إتلاف نوافذه.

وأعلنت وزارة الطاقة ​الأوكرانية فرض ​انقطاعات طارئة للتيار الكهربائي في عدد من المناطق، ومنها كييف والمناطق المحيطة بها، بعد أن شنت روسيا هجوماً جديداً على ‍منشآت للطاقة.

موقف

بدوره، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن مقتل ثلاثة أشخاص، على الأقل، في أنحاء أوكرانيا جراء هجمات جوية جديدة بالصواريخ والطائرات المسيرة الروسية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.

وقال زيلينسكي، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن طفلاً يبلغ من العمر أربع سنوات لقي حتفه في منطقة جيتومير، غرب العاصمة كييف، عندما استهدفت طائرة مسيرة مبنى سكنياً.

وأضاف أن امرأة لقيت حتفها في محيط منطقة كييف جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة، فيما لقي شخص آخر حتفه في منطقة خميلنيتسكي بغرب البلاد.

وذكر زيلينسكي أن روسيا أطلقت نحو 650 طائرة مسيرة وأكثر من 30 صاروخاً خلال الهجمات. وأوضح أن الدفاعات الجوية الأوكرانية اعترضت العديد من الصواريخ، لكن بعض الضربات أصابت أهدافها.

ووصف زيلينسكي الهجمات بأنها إشارة واضحة للغاية بشأن أولويات روسيا، مشيراً إلى أنها وقعت قبيل عيد الميلاد، في وقت يريد فيه الأشخاص ببساطة قضاء الوقت مع عائلاتهم، في منازلهم بأمان.

وقال زيلينسكي إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يوقف عمليات القتل، على الرغم من جولات متعددة سعت إلى التوصل لوقف إطلاق النار، داعياً المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على موسكو.

وقال زيلينسكي إن المفاوضات التي أجريت مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بهدف إنهاء الحرب مع روسيا أصبحت قريبة جداً من نتيجة حقيقية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، اعترضت ودمرت 29 طائرة مسيرة أوكرانية، فوق أراضي مقاطعات عدة، خلال الليلة قبل الماضية.

ضمان سلامة

إلى ذلك، قالت القوات المسلحة في وارسو، العضو في حلف شمال الأطلسي، إنه تم ⁠إطلاق طائرات بولندية وأخرى حليفة في وقت مبكر أمس، ⁠لضمان سلامة المجال الجوي بعد أن شنت روسيا غارات جوية ​على غرب ​أوكرانيا بالقرب ​من الحدود مع بولندا.

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إلى مواصلة دعم أوكرانيا، محذراً في الوقت نفسه من مخاطر أمنية على الدول الأوروبية في الحلف. وقال روته إنه لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الإقدام على مهاجمة أي دولة عضوة في الناتو، يجب ضمان بقاء أوكرانيا قوية.

إضافة إلى زيادة الإنفاق الدفاعي كما تقرر في قمة الناتو في لاهاي، وأضاف: «إذا قمنا بهذين الأمرين، سنكون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسنا، ولن يجرؤ بوتين على المحاولة مطلقاً».

كما حذر وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، من الركون إلى الأمان في حال نجاح الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وقال الوزير: «تحليلنا هو وسيظل في المستقبل المنظور أننا لا نستطيع تحقيق الأمن في أوروبا إلا من خلال حماية أنفسنا من روسيا»، مؤكداً أن الأمن لا يتحقق «إلا من موضع قوة، وتماسك في التحالف، وجيش ألماني قادر على الدفاع».

وقال ⁠المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة في ميامي حول سبل حل النزاع في أوكرانيا لا ينبغي النظر إليها على أنها انفراجة.