لا يبدو أن لحرب أوكرانيا حلاً قريباً، إذ شددت موسكو على أن مساعي التوصل إلى توافق معقد للغاية، وأن ليس من قرارات وشيكة، بل وذهبت إلى أن الهدف من محادثات إسطنبول ليس التوصل إلى سلام توافقي، بل ضمان نصر سريع وكامل، فيما دعت كييف حلفاءها الغربيين إلى زيادة الضغط على الروس لإنهاء الهجمات.

وقال الكرملين، أمس، إن العمل على محاولة التوصل إلى حل لإنهاء الحرب في أوكرانيا معقد للغاية، وإن من الخطأ توقع أي قرارات وشيكة، لكنه ينتظر رد الفعل الأوكراني على مقترحاته.

وصرح الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن موسكو تنتظر رد الفعل هذا، وأنها ستحترم الاتفاقات التي تم التوصل إليها في محادثات إسطنبول لتبادل الأسرى ورفات الجنود القتلى، مضيفاً: «موضوع التسوية معقد للغاية، ويتألف من عدد كبير من الفروق الدقيقة، وقد رأيتم النص المنشور لمسودة مذكرة السلام التي سلمناها للجانب الأوكراني.

بالطبع سيكون من الخطأ توقع أي حلول وانفراجات فورية، لكن العمل جارٍ على قدم وساق، وتم التوصل إلى اتفاقات معينة في إسطنبول، وهي مهمة.. سيتم تنفيذ الاتفاقات، ومن ثم سيستمر العمل»، واستبعد بيسكوف عقد اجتماع ثلاثي بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيريه الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، والأمريكي دونالد ترامب، في المستقبل القريب.

ورفض الكرملين الإدلاء بتفاصيل إضافية حول الهجوم الأوكراني، الذي استهدف قاذفات في العمق الروسي، إذ قال بيسكوف: «بدأت لجنة تحقيقاً بهذا الشأن، وأصدرت وزارة الدفاع بياناً بهذا الشأن.

أقترح انتظار نتائج التحقيق، والرجوع إلى بيان وزارة الدفاع».

وذكر بيسكوف، إن الرئيس بوتين كان يتلقى تحديثات فورية عن الهجمات، وإن التحقيق جارٍ.

بدوره شدد المسؤول الأمني الروسي الكبير، دميتري ميدفيديف، على أن الهدف من إجراء محادثات السلام مع أوكرانيا هو ضمان تحقيق نصر روسي سريع وكامل، مضيفاً: «محادثات إسطنبول ليست من أجل التوصل إلى سلام توافقي بشروط وهمية يحددها آخرون، بل لضمان انتصارنا السريع والتدمير الكامل لنظام النازيين الجدد.. هذا ما تناولته المذكرة الروسية الصادرة، وذلك في إشارة إلى مجموعة مطالب قدمتها لأوكرانيا في محادثات إسطنبول.

وأضاف ميدفيديف في إشارة على ما يبدو إلى الضربات الأوكرانية على قواعد القاذفات الاستراتيجية الروسية، أن موسكو سترد، قائلاً: «الانتقام أمر لا مفر منه.. جيشنا يتقدم وسيواصل التقدم.

كل ما يجب تدميره سيتم تدميره، وأولئك الذين يجب القضاء عليهم سيتم القضاء عليهم».

دعوات ضغط

في الأثناء أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس، مقتل 3 أشخاص على الأقل، وإصابة العشرات جراء هجمات روسية على مدينة سومي.

وقال زيلينسكي، في منشور عبر تلغرام، إن القوات الروسية قصفت مدينة سومي بشكل وحشي، مضيفاً: «ببساطة، في قلب المدينة، في الشوارع العادية، باستخدام المدفعية الصاروخية»، داعياً شركاء أوكرانيا الغربيين إلى زيادة الضغط على روسيا لإنهاء مثل هذه الهجمات.

وقال مسؤولون محليون أوكرانيون، إن روسيا شنت هجمات الليلة قبل الماضية أسفرت عن مقتل شخص في منطقة خاركيف، وإصابة آخرين في مدينة تشيرنيهيف، كما قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها سيطرت على قرية أندرييفكا في منطقة سومي بأوكرانيا.

إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع في موسكو أن وسائط الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت 8 طائرات مسيرة، فوق عدة مناطق روسية خلال الليل، بتدمير 3 طائرات مسيرة فوق أراضي القرم، وطائرتين فوق كل من أراضي مقاطعتي كورسك وبيلغورود، وطائرة مسيرة واحدة، فوق مياه بحر آزوف.

تفجير

قال جهاز الأمن الداخلي الأوكراني، أمس، إنه فجر جسراً يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم تمر عبره المركبات والقطارات بعد زرع متفجرات تحت الماء.

وأعلنت السلطات الروسية، وقف حركة المرور على الجسر بشكل مؤقت، لتعود بعدها وتقول إن الجسر أعيد فتحه ويعمل بشكل طبيعي.

انقطاع كهرباء

على صعيد متصل قال مسؤولون عينتهم روسيا، إن الكهرباء انقطعت عن 700 ألف نسمة على الأقل في منطقة شاسعة بجنوب أوكرانيا تخضع لسيطرة القوات الروسية، أمس، بعد أن تسبب قصف مدفعي وهجمات أوكرانية بطائرات مسيرة في تعطيل محطات كهرباء، فيما بدا الهجوم الذي استهدف منطقتي زابوريجيا وخيرسون الأكبر من هذا النوع على الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية.