«الناتو» رفض فرض حظر جوي فوق أوكرانيا خوفاً من اندلاع حرب عالمية ثالثة

ذكّرت موسكو خصومها في الغرب بأن حلفاءها هم الجيش الروسي والقوتان البحرية والجوفضائية، مهددة باستئناف التجارب النووية إذا فعلت ذلك دول أخرى، ومعلنة عن تقدم ميداني على طول الجبهة الأوكرانية، في حين أعلن حلف الناتو عن رفض طلب سابق من كييف بفرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، خوفاً من اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يصدر أي تعليمات للبدء في إعداد التجارب النووية.

وقال بيسكوف: «لم يصدر الرئيس أي أوامر ببدء الاستعدادات. أولاً، علينا أن نفهم ما إذا كنا بحاجة إلى القيام بذلك. يجب أن يكون هذا قراراً جاداً للغاية، ومبرراً، ومدروساً بعناية. سيعمل خبراؤنا على ذلك الآن»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وأضاف بيسكوف أن «بوتين أكد مراراً وتكراراً أن روسيا ملتزمة بالتزاماتها بحظر التجارب النووية».

وأوضح أنه إذا انتهكت دولة أخرى التزاماتها بحظر التجارب النووية، «فسيتعين علينا القيام بذلك من باب الحفاظ على التكافؤ».

وحول اختبار روسيا أخيراً صاروخ «بوريفستنيك» وغواصة «بوسيدون» العاملين بمحركات نووية، قال بيسكوف: «المحرك النووي والانفجار النووي موضوعان مختلفان.. اعتبار أن اختبارات «بورييفستنيك» و«بوسيدون» تجارب نووية، تفكير سطحي وخاطئ بالمطلق».

وأضاف أن «بورييفستنيك» و«بوسيدون» يمثلان تقنيات طفرية على المستوى العالمي.

أمن روسيا

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن حلفاء روسيا هم الجيش والبحرية والقوات الجوية والفضائية.

وقال، خلال مقابلة مع برنامج «القبول العسكري» المخصص للذكرى الـ 25 لتأسيس شركة «روسوبورون إكسبورت»: «نتذكر في كثير من الأحيان أن روسيا لا يزال لديها حليفان - الجيش والبحرية، ولكن، بالطبع، نحتاج إلى إضافة قوات جوية وفضائية»، بحسب «سبوتنيك».

وتنسب العبارة القائلة بأن لروسيا حليفين فقط - جيشها والأسطول البحري - إلى الإمبراطور ألكسندر الثالث (1881 - 1894).

وحول الحوار مع واشنطن، أكد لافروف أن الحوار بشأن القضايا الثنائية قائم، ولكن ليس بالسرعة المطلوبة، مذكّراً بأن «هناك العديد من العوامل المزعجة في العلاقات الروسية الأمريكية، والتي ورثناها من الإدارة الأمريكية السابقة. سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتصحيح هذه الفوضى».

وأكد لافروف أن إنهاء الصراع في أوكرانيا «أمر مستحيل دون أخذ المصالح الروسية في الاعتبار والقضاء على أسبابه الجذرية».

وأضاف أن مسألة ملكية القرم مغلقة بالنسبة للجانب الروسي. وأشار إلى أن مصادرة الأصول الروسية المجمدة لن تنقذ أوكرانيا التي لن تتمكن من سداد ديونها أبداً.

حظر جوي

من جانبه، كشف الأمين العام السابق لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أنه في فبراير 2022، اتصل الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من مخبأ في كييف لطلب فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، لكن طلبه قوبل بالرفض.

وقال ستولتنبرغ: «اتصل بي (زيلينسكي) من مخبأ في كييف، ليس بعيداً عن المكان الذي كانت تتمركز فيه الدبابات الروسية».

وأضاف ستولتنبرغ إن زيلينسكي حاول الاستعانة بتجربة إغلاق المجال الجوي فوق البوسنة والهرسك من قبل «الناتو» خلال الصراع في يوغوسلافيا.

وتابع، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية، أنه قال لزيلنسكي: «أتفهم سبب طلبك هذا.

لكن هذا لن يحدث، لأنه إذا كان الناتو سيغلق المجال الجوي الأوكراني، فإن أول ما علينا فعله هو تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الروسية في بيلاروسيا وروسيا، لأننا لا نستطيع التحليق فوق المجال الجوي الأوكراني عندما تكون صواريخ الدفاع الجوي الروسية موجهة ضد طائراتنا.

وإذا كانت طائرة أو مروحية روسية في الجو، فسيتعين علينا إسقاطها، وسنجد أنفسنا حينها في حالة حرب حقيقية بين الناتو وروسيا. ونحن لا ننوي فعل ذلك».

واستشهد ستولتنبرغ بموقف الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، قائلاً: «كما قال بايدن: لن نخاطر بحدوث حرب عالمية ثالثة من أجل أوكرانيا».

تقدم ميداني

ميدانياً، يواصل الجيش الروسي تقدمه على كل محاور الجبهة شرقي أوكرانيا، وتحييد 1605 عسكريين أوكرانيين (بين قتيل وجريح وأسير) في 24 ساعة، واستمرار تقدم قواتها على جميع المحاور، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية التي قالت، في بيان، إن مجموعة قوات الشرق «تقدمت إلى عمق دفاعات العدو وحررت بلدة ريبنوي في مقاطعة زابوروجيه».

وتابع البيان: «وحدات مجموعة قوات الغرب حسنت موقعها على طول خط المواجهة، واستهدفت القوات الأوكرانية في مناطق عدة بمقاطعة خاركوف ومنطقة دونيتسك، مشيراً إلى أن ثمة قوات أوكرانية محاصرة بمنطقة كوبيانسك في مقاطعة خاركوف، في حين أن مدينة كراسنوارميسك في دونيتسك محاصرة بالكامل».

وقالت السلطات في مدينة تاغانروغ في جنوب روسيا، إن إغلاقاً طارئاً لأحد خطوط الجهد العالي أدى إلى انقطاع الكهرباء عن عدة مناطق بالمدينة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 44 طائرة مسيرة فوق منطقة بريانسك الحدودية، وذلك غداة ضربات روسية استهدفت منشآت للطاقة في أوكرانيا، ما اضطر السلطات الأوكرانية إلى العمل لإعادة التيار الكهربائي والتدفئة بعدما أعلنت الشركة الوطنية للطاقة أن قدرتها الإنتاجية تراجعت إلى «الصفر».

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 69 طائرة مسيرة على منشآت الطاقة في أنحاء البلاد خلال الليل، مشيرة إلى أن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 34 منها.