ألمح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى هجمات غير مسبوقة على روسيا، داعياً المسؤولين الروس لـ «البقاء قرب الملاجئ»، ويأتي ذلك في ظل استمرار المعارك وإعلان كل طرف إلحاق خسائر بالطرف الآخر.

فيما أعلن الكرملين أن روسيا منفتحة على محادثات السلام، في وقت قالت الدنمارك إن توغلات لطائرات مسيرة أسفرت عن غلق اثنين من مطاراتها لفترة وجيزة وأثرت على منشآت عسكرية.

وقال زيلينسكي لموقع «أكسيوس» الأمريكي، إن هدفه إنهاء الحرب وليس الاستمرار في الترشح لمنصب الرئاسة، وقال إن المخاوف الأمنية قد تجعل تنظيم الانتخابات أمراً صعباً لكنه ممكن. ووجه الرئيس الأوكراني دعوة للمسؤولين الروس من أجل «إنهاء الحرب أو البحث عن ملاجئ تحميهم من القنابل».

وشدد على أن بلاده تحظى بدعم صريح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضرب أهداف روسية مثل البنية التحتية للطاقة ومصانع الأسلحة، وفق «أكسيوس».

«أقرب ملجأ»

ورأى زيلينسكي أن على المسؤولين الروس الاختباء في أقرب ملجأ، إذا لم تتوقف الحرب، حسب تعبيره.وقال عن مسؤولي الكرملين: «عليهم أن يعرفوا أماكن الملاجئ، لأنهم سيحتاجون إليها، إن لم يوقفوا الحرب».

إلى ذلك، أوضح أن بلاده «لن تقصف المدنيين»، لكنه ألمح إلى إمكانية ضرب مراكز القوة الروسية، مثل الكرملين، وأشار إلى أنه تلقى دعماً واضحاً من ترامب، للرد بالمثل على أي هجمات روسية.

ورداً على ذلك، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي -مخاطباً الأوكرانيين- إن موسكو قد تستخدم أسلحة لن تحميهم منها الملاجئ.

وفي المقابل، أعلن الكرملين أن روسيا منفتحة على محادثات السلام بشأن أوكرانيا، وأضاف في بيان: «نفترض أن الرئيس ترامب لا يزال ملتزماً بالعمل تجاه السلام بين روسيا وأوكرانيا».

تطورات ميدانية

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 178 مسيرة أوكرانية، إضافة إلى تدمير 3 زوارق و15 قارباً مسيّراً أوكرانياً في البحر الأسود، أمس.

وعلى الجانب الآخر، أعلنت أوكرانيا إسقاط مقاتلة روسية من طراز «سو-34» في منطقة زاباروجيا، وقالت إن الطائرة كانت تنفذ هجوماً باستخدام قنابل جوية موجهة.

وقالت دائرة الاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية -على منصة تليغرام- إن قواتها دمرت أيضاً طائرتي شحن روسيتين من طراز «أنتونوف 26» في شبه جزيرة القرم.

وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 150 من أصل 176 مسيرة من طراز «جيربيرا» وطرزاً أخرى خداعية أطلقتها روسيا خلال هجوم جوي على شمال وجنوب وشرق ووسط البلاد خلال الليل.

إلى ذلك، قالت الدنمارك إن توغلات لطائرات مسيرة أسفرت عن غلق اثنين من مطاراتها لفترة وجيزة وأثرت على منشآت عسكرية. والحادثة، وهي الثانية خلال يومين في الدنمارك، جزء مما يعتبره بعض المسؤولين الأوروبيين، نمطاً من التشويش الروسي الذي كشف عن هشاشة المجال الجوي الأوروبي في وقت يشهد توترات شديدة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأسقطت بولندا طائرات مسيرة يشتبه في أنها روسية في مجالها الجوي في 10 سبتمبر. وقالت السلطات الدنماركية أمس إنها قررت عدم إسقاط أي من المسيرات في مجالها الجوي لأسباب تتعلق بالسلامة، على الرغم من الاضطراب الذي سببته لحركة الطيران. ورفضت السفارة الروسية في كوبنهاجن التكهنات حول تورط موسكو، ووصفتها بأنها «سخيفة».

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، إنها تحدثت مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، حول حوادث الطائرات المسيرة واتفقا على العمل معاً لضمان الأمن.

وقالت الشرطة الدنماركية إن مطار بيلوند، ثاني أكبر مطارات البلاد، أُغلق لمدة ساعة. وأغلق مطار أولبورج، الذي يستخدم للرحلات التجارية والعسكرية، لمدة ثلاث ساعات بسبب توغلات الطائرات المسيرة في وقت متأخر من مساء الأربعاء.

وقالت الشرطة إن طائرات مسيرة شوهدت أيضاً بالقرب من مطاري إسبيرج وسونابورج، بالإضافة إلى قاعدة جوية تضم عدداً من الطائرات المقاتلة من طراز إف 16 وإف 35، وتقع جميع هذه الأماكن في شبه جزيرة جاتلاند في غرب الدنمارك.

وقالت الشرطة الدنماركية إن الطائرات المسيرة اتبعت نمطاً مشابهاً لذلك الذي تسبب في تعليق الرحلات الجوية بمطار كوبنهاجن في وقت متأخر من يوم الاثنين وصباح الثلاثاء الماضيين.

ونفى السفير الروسي لدى الدنمارك، فلاديمير باربين، أي ضلوع لبلاده في واقعة كوبنهاجن.وقال وزير الدفاع الدنماركي ترولز لوند باولسن في مؤتمر صحفي: «بالتأكيد لا يبدو الأمر مصادفة، يبدو ممنهجاً».