يستمر الروس في التهام الأراضي شرقي أوكرانيا، منطقة وراء أخرى، وسط تبادل القصف بالمسيرات كل ليلة بين الطرفين، فيما قاد اليأس من إقناع موسكو بحل سياسي ينهي النزاع ومراراته، عواصم القرار في الغرب، إلى الوعيد بإنزال عقوبات قاسية، تجبر روسيا على إنهاء الحرب.

وأعلنت روسيا أن منظومات الدفاع الجوي التابعة للقوات الروسية، تمكنت من إسقاط وتدمير 42 مسيرة أوكرانية خلال الليل، كما كشفت عن استسلام عدد من ضباط المخابرات الأوكرانية للقوات الروسية في مقاطعة زابوريجيا. وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، أسقطت 42 طائرة مسيرة أوكرانية فوق البلاد، خلال الليل، مضيفة: اعترضت منظومات الدفاع الجوي العاملة ودمرت 42 طائرة مسيرة أوكرانية.

وأوضحت الوزارة أنه تم إسقاط 15 منها فوق أراضي مقاطعة روستوف، و12 فوق أراضي مقاطعة بيلغورود، و10 مسيرات فوق أراضي مقاطعة فولغوغراد، و2 فوق أراضي القرم، وواحدة فوق أراضي مقاطعات كالوغا، وكورسك، وسمولينسك. وأفاد قائد وحدة القوات الخاصة المستقلة، الملقب بـ «فايكينغ»، بأن ضباطاً من مديرية الاستخبارات العامة الأوكرانية، استسلموا لمقاتلي القوات الروسية المجوقلة على محور زابوريجيا.

كما ذكر الجيش الروسي، أمس، أنه سيطر على بلدة جديدة في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط شرقي أوكرانيا. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن قواتها سيطرت على نوفوميكولايفكا القريبة من حدود منطقة دونيتسك، مركز المعارك على جبهة شرقي أوكرانيا. وقال مراقبون عسكريون: إن القتال يشتد حول كوبيانسك في شرق منطقة خاركيف، بعدما تمكن الجنود الروس من التسلل إلى البلدة الواقعة على خط الجبهة، من خلال نفق تحت الأرض.

في المقابل، حيدت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية، 137 من أصل 164 طائرة مسيرة، أطلقتها القوات الروسية. ووفق القوات الجوية الأوكرانية، بدأ الهجوم عندما أطلقت روسيا صاروخاً باليستياً، و164 طائرة مسيرة. وتم إطلاق الطائرات المسيرة من اتجاهات متعددة: كورسك، وأوريول، وبريانسك، وميليروفو، وبريمورسكو-أختارسك. وتم صد الهجوم الجوي بواسطة الطيران ووحدات الصواريخ المضادة للطائرات، وفرق الحرب الإلكترونية، ووحدات الأنظمة غير المسماة، ومجموعات النار المتنقلة التابعة لقوات الدفاع الأوكرانية.

إلى ذلك، ذكر مسؤول محلي، أن 3 أشخاص قتلوا في هجوم روسي في منطقة سومي بشمالي أوكرانيا، إلا أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، قال إن محاولات موسكو للتقدم في المنطقة فشلت، مع خسائر فادحة. وقال أوليه هريهوروف حاكم سومي، إن هجوماً بطائرات مسيرة وصواريخ، أسفر عن مقتل 3 من السكان في سومي أو بالقرب منها، وإصابة 5 آخرين.

وقال زيلينسكي، نقلاً عن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال أولكسندر سيرسكي: أحبطت قواتنا العملية الروسية في المنطقة. وكتب على تطبيق تلغرام: يستمر القتال في المناطق الحدودية في سومي، لكن التجمع الروسي في اتجاه سومي، فقد قدراته الهجومية، نتيجة للخسائر التي تكبدها.

بدوره، بعث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برسالة إلى دول حلف شمال الأطلسي، يحضهم فيها على وقف شراء النفط الروسي، وفرض عقوبات كبيرة على موسكو، لإنهاء حربها على أوكرانيا. وقال في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: أنا مستعد لفرض عقوبات كبيرة على روسيا، عندما توافق جميع دول حلف شمال الأطلسي على فعل الشيء نفسه، وتبدأ في ذلك، وعندما تتوقف جميع دول الحلف عن شراء النفط من روسيا، مقترحاً فرض الحلف رسوماً جمركية تتراوح بين 50 و100 % على الصين، لإضعاف تعاونها الاقتصادي مع روسيا.

تدارس عقوبات

على صعيد متصل، ذكر بيان صادر عن وزارة المالية الكندية، أن وزراء مالية مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية، ناقشوا في اجتماع، احتمال فرض عقوبات وتدابير تجارية، مثل الرسوم الجمركية، على الدول التي يعتبرونها تساعد روسيا في حربها في أوكرانيا.

ووفقاً لبيان أصدرته كندا، التي تتولى الرئاسة الدورية، ناقش عقد وزراء مالية المجموعة عدداً من الإجراءات الاقتصادية الممكنة لزيادة الضغط على روسيا، بما في ذلك فرض المزيد من العقوبات والتدابير التجارية، مثل الرسوم الجمركية، على أولئك الذين يدعمون جهود الحرب الروسية.