يتفاعل ملف أوكرانيا سياسياً على نحو واسع، ففيما فجرت بعض التفاصيل خلافات أمريكا والأوروبيين بشأن اتفاق سلام ينهي الحرب، تجري واشنطن وموسكو محادثات بحثاً عن التوافق، بينما شدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على أن القرم ستظل مع روسيا.
وكشفت نصوص كاملة لمقترحات اطلعت عليها رويترز، أن مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين عارضوا هذا الأسبوع بعض المقترحات الأمريكية بشأن كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقدموا مقترحات بديلة تتعلق بقضايا تتراوح من الأرض إلى العقوبات. وكشفت المقترحات التي طرحت خلال محادثات بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين، عن كواليس الجهود الدبلوماسية المكوكية الجارية.
وتتمحور نقاط الاختلاف الرئيسية في النصين حول ترتيب حل القضايا المتعلقة بالأرض ورفع العقوبات عن روسيا، والضمانات الأمنية وحجم الجيش الأوكراني. وسلطت مصادر مطلعة على المحادثات الضوء على بعض الاختلافات، لكن الوثائق حددتها لأول مرة بالتفصيل الكامل والصريح.
محادثات
إلى ذلك، وصل المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى موسكو لإجراء المزيد من المحادثات بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أمس.
وفور وصوله إلى موسكو، التقى ويتكوف، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الكرملين، وفق ما أفادت وسيلة إعلام رسمية نقلاً عن الناطق باسم بوتين.
وأظهر مقطع فيديو نشره الكرملين ويتكوف وبوتين وهما يتصافحان ويتبادلان المجاملات قبل الجلوس إلى طاولة بيضاوية بيضاء. ورافق بوتين مستشاره للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف والمبعوث الخاص المعني بشؤون الاستثمار كيريل دميترييف.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، استعداد موسكو لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال لافروف في مقابلة مع قناة «سي.بي.إس» الأمريكية:
«ترامب يتحدث عن اتفاق، ونحن مستعدون لإبرام اتفاق، لكن بعضاً من العناصر المحددة لا يزال يحتاج إلى ضبط دقيق.. هناك مؤشرات تدل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح».
معتبراً أن ترامب قد يكون الزعيم الوحيد على هذا الكوكب الذي يدرك ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للوضع. وأضاف لافروف: «لا تزال هناك بعض النقاط المحددة في هذا الاتفاق التي تحتاج إلى ضبط دقيق ونحن منشغلون بهذه العملية تحديداً».
تباين مواقف
إلى ذلك، صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن القرم سوف تظل مع روسيا، قائلاً: «زيلينسكي يفهم ذلك، والجميع يفهم ذلك .. إنها معهم منذ فترة طويلة .. لديهم غواصاتهم هناك منذ مدة طويلة قبل أي فترة كانوا يتحدثون عنها، منذ سنوات .. الناس يتحدثون الروسية بشكل كبير في القرم، ولكن أوباما هو من أعطاها لهم .. ترامب لم يعط هذا».
وعلى الفور، كرر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن شبه جزيرة القرم تعود الى أوكرانيا، مؤكداً أن موقف كييف من هذه المسألة ثابت رغم الضغوط الأمريكية.
في السياق، كشف رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، عن أن بلاده قد تضطر إلى التخلي عن أراض لمصلحة روسيا بُغية التوصل إلى سلام موقت مع موسكو.
وأضاف كليتشكو في مقابلة مع «بي.بي.سي»: «احد السيناريوهات قد يقضي بالتخلي عن أراضٍ.. هذا ليس عادلاً لكنه من أجل السلام، سلام مؤقت .. وقد يشكل ذلك حلاً مؤقتاً». من جهته، قال وزير البيئة البريطاني، ستيف ريد:
«إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة فيما يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا في حال التوصل لاتفاق سلام»، رافضاً قول ما إذا كان سيتم إرسال قوات. ونقلت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» عن ستيف القول، إن هناك حاجة لتحالف دول قوي لضمان إمكانية صمود أي اتفاق سلام.
وذكرت صحيفة تايمز، أمس، أنه من المرجح أن تتخلى المملكة المتحدة عن خطط إرسال قوات إلى أوكرانيا، حيث أن المخاطر تعتبر مرتفعة للغاية، مشيرة إلى أنه سيتم إرسال مدربين عسكريين.
قتلى وجرحى
ميدانياً، قال مسؤولون أوكرانيون، أمس: «إن 5 أشخاص، بينهم طفل، قُتلوا في هجومين روسيين». وأفاد سيرهي ليساك، حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط أوكرانيا، بمقتل 3 أشخاص في هجوم بطائرات مسيرة على مدينة بافلوغراد.
في غضون ذلك، قال الادعاء العام في منطقة دونيتسك: إن شخصين قُتلا في هجوم وقع صباح الجمعة على منطقة ياروفا، حيث أسقط الجيش الروسي قنبلة من الجو على مبنى سكني.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا أطلقت 103 طائرات مسيرة في هجمات ليلية على أنحاء أوكرانيا، ما تسبب في أضرار في 5 مناطق.إلى ذلك، أعلنت أكبر جهة للتحقيقات الجنائية في روسيا، أمس مقتل ضابط كبير في الجيش الروسي إثر انفجار سيارة مفخخة.
وذكرت لجنة التحقيق الروسية، أن الليفتاننت جنرال ياروسلاف موسكاليك، نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسة بهيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة الروسية، لقي حتفه إثر انفجار عبوة ناسفة تم زرعها داخل سيارته خارج العاصمة موسكو.
كما أفاد مركز العلاقات العامة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أمس، بأنه تم اعتقال مواطن روماني قام بجمع بيانات عسكرية بناء على تعليمات من نظام كييف.
وذكر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أن مواطناً رومانياً كان يقوم بمهمة من قبل الاستخبارات الأوكرانية لجمع البيانات حول مواقع أنظمة الدفاع الجوي، وتم اعتقاله في مدينة سوتشي.
وأثبت التحقيق أنه في صيف عام 2024، قام المتهم، بناء على تعليمات من أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، بجمع ونقل معلومات حول مواقع أنظمة الدفاع الجوي الموجودة في سوتشي، وفقاً للبيان.
