موسكو، كييف، بروكسل - وكالات

مع اقتراب موعد القمة المرتقبة بين الرئيسين، الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ألاسكا، صعّد الروس على الأرض عبر هجمات شرقي أوكرانيا، محرزين تقدماً في دونيتسك، وفيما اتهمت كييف موسكو بالاستعداد لشن هجمات جديدة، شدد الأوروبيون على ضرورة تمكّن الأوكرانيين من تقرير مصيرهم.

ونفذت القوات الروسية، هجوماً مباغتاً في شرق أوكرانيا قرب بلدة دوبروبيليا في خطوة قد يكون هدفها زيادة الضغط على أوكرانيا للتنازل عن أراضٍ في الوقت الذي يستعد فيه الرئيسان الأمريكي والروسي للاجتماع.

وأظهرت خرائط عمليات على مدونة ديب ستيت، أمس، أن القوات الروسية تقدمت بسرعة لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات نحو الشمال في محورين خلال الأيام القليلة الماضية، في إطار مساعيها للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك.

وقالت ديب ستيت: إن القوات تقدمت بالقرب من 3 قرى في قطاع من الجبهة يرتبط بمدينتي بوكروفسك وكوستيانتينيفكا الأوكرانيتين.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن استهداف القوات التابعة لها، المجمع الصناعي العسكري ومراكز تصنيع الطائرات المسيرة الأوكرانية وتخزينها، ومراكز تدريب قوات نظام كييف. ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية عن بيان الوزارة اليومي:

استهدفت الطائرات الحربية والمسيرة الهجومية، وقوات الصواريخ والمدفعية الروسية، منشأة تابعة للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني، وورش إنتاج الطائرات من دون طيار بعيدة المدى ومواقع تخزينها، ومستودعات ذخيرة، ومركز تدريب لوحدات القوات المسلحة الأوكرانية.

بالإضافة إلى نقاط انتشار مؤقتة للتشكيلات المسلحة الأوكرانية في 142 منطقة.. كما أسقطت منظومات الدفاع الجوي ست قنابل جوية موجهة و179 طائرة دون طيار.

ونفى الجيش الأوكراني التقارير بشأن حدوث اختراق من جانب روسيا لخط المواجهة بالقرب من مدينتي بوكروفسك ودوبروبييا، شرقي أوكرانيا. وكانت مجموعة قوات دنيبرو البرية، المسؤولة عن القطاع، ذكرت عبر منصة تلغرام، أن تسلل مجموعات روسية لا يعني بعد السيطرة على أراضي، مضيفة: الوضع صعب بكل تأكيد ولا يزال كذلك، كما أن القتال في هذه المنطقة يعد الأكثر شراسة بالمقارنة مع أجزاء أخرى من خط المواجهة.

هجمات

على صعيد متصل، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا تستعد لشن هجمات جديدة على بلاده، قائلاً على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: نرى أن الجيش الروسي لا يستعد لإنهاء الحرب. بل على العكس، يجري تحركات تشير إلى استعدادات لعمليات هجومية جديدة.

موقف أوروبي

في الأثناء، أكد قادة دول الاتحاد الأوروبي، أمس، وجوب تمكين الأوكرانيين من تقرير مصيرهم، قبل ثلاثة أيام من القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين. وكتب القادة الأوروبيون في إعلان لم تنضم إليه المجر:

نرحب بجهود الرئيس ترامب من أجل وضع حد للحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا والتوصل إلى سلام عادل ودائم لأوكرانيا، مشددين على أنه يجب أن تكون للأوكرانيين حرية تقرير مصيرهم.

وتابع النص أن الطريق إلى السلام في أوكرانيا لا يمكن أن تقرر من دون أوكرانيا، معتبرين أنه لا يمكن إجراء مفاوضات جوهرية إلا في إطار وقف إطلاق نار أو خفض الأعمال الحربية.

وقال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، في منشور عبر تطبيق فيسبوك: إن البيان يحاول وضع شروط لمباحثات لم يتم حتى دعوة مسؤولي الاتحاد الأوروبي البارزين إليها.

وأضاف: من المحزن بصورة كافية أن يضطر الاتحاد الأوروبي لأن يكون على الهامش، لافتاً إلى أن الأمر يمكن أن يزداد سوءاً إذا تعين علينا إعطاء تعليمات من الهامش.