شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات على مناطق في جنوب لبنان، والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، كما استهدفت مقرات تابعة لقوات اليونيفيل بلبنان، وعبرت إيطاليا عن غضبها وقالت إنه «لا يمكن التسامح» مع التجاوزات، فيما قال رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، إن أي اتفاق مستقبلي بشأن وقف إطلاق النار مع «حزب الله» يجب أن يشمل أيضاً صفقة الأسرى في قطاع غزة.

اتهمت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، أمس، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مواقع وتجهيزات تابعة لها في جنوب لبنان، ومن ضمنها برج مراقبة، ما أدى إلى إصابة اثنين من جنودها بجروح. وقالت اليونيفيل في بيان «أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر، وتسببت في جرح جنديين من الجنسية الإندونيسية».

اعتبر وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروسيتو، أنه «لا يمكن التسامح» مع إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مواقع وتجهيزات عائدة لقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان «يونيفيل»، وقال كروسيتو، الذي استدعى السفير الإسرائيلي في روما إن «هذه الحوادث لا يمكن التسامح معها ويجب أن يتم تفاديها بعناية»، داعياً بحسب بيان للوزارة إلى «خفض التصعيد» في جنوب لبنان و«استعادة القانون الدولي».

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قوله، إن ربع الأراضي اللبنانية تلقت أوامر إخلاء إسرائيلية.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه بعد مرور عام على تصعيد الأعمال العدائية عبر الحدود الجنوبية للبنان تتدهور الأزمة الإنسانية هناك بمعدل ينذر بالخطر، وفق بيان صادر عنه.

وأفاد المكتب الأممي بأن الغارات الجوية الإسرائيلية لم تشتد فحسب، بل امتدت أيضاً إلى مناطق لم تتأثر سابقاً، واستهدفت بشكل متزايد البنية التحتية المدنية الحيوية في لبنان، مضيفاً أن القصف المستمر يزيد من معاناة السكان الضعفاء.

وقال المكتب إن «أوامر الإخلاء الصادرة لأكثر من 100 قرية وحي حضري في جنوب لبنان لا تزال تجبر الناس على الفرار، وأصبح ربع الأراضي اللبنانية يخضع الآن لأوامر التهجير العسكرية الإسرائيلية».

وقتل 18 لبنانياً، بينهم أطفال، وأصيب آخرون، أمس، جراء غارات إسرائيلية استهدفت منازل ومباني في بلدات الكرك وسحمر وميفدون بالنبطية، شرق وجنوبي البلاد، إلى جانب «دمار هائل».

وفي آخر تطور أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بمقتل 9 أشخاص، بينهم أطفال في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في منطقة الكرك، بالبقاع شرق لبنان.

وقبل ذلك أفادت الوكالة بسقوط 4 قتلى، وعدد من الجرحى وتدمير «هائل» لعدد من المنازل السكنية جراء غارة إسرائيلية على بلدة ميفدون في النبطية (جنوب).

ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدة سحمر (جنوب شرق)، فجر أمس، ما أدى إلى 5 قتلى، وفق المصدر نفسه.كما طالت الاعتداءات بلدة ميدون بقضاء البقاع الغربي، وأسفرت عن أضرار «جسيمة» بالمنازل بحسب الوكالة، كما كثفت إسرائيل غاراتها على سوريا.

حيث استهدفت غارة طريقاً في حوش السيد علي يؤدي إلى لبنان في مسعى لقطع خطوط إمداد «حزب الله»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي لم يفد بوقوع إصابات.

في المقابل أعلن «حزب الله» تدمير دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة، واستهداف قوة لجنود إسرائيليين أثناء محاولتها سحب إصابات من المنطقة، كما أعلن الحزب استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في معيان وكريات شمونة برشقة صاروخية كبيرة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسماع دوي عشرات الانفجارات في منطقة كريات شمونة ومحيطها شمالي إسرائيل، وذلك نتيجة اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان.