رحبت الرئاسة الفرنسية، اليوم الأحد، بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للحوار مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطوة وصفتها باريس بأنها "مرحب بها".

وأكد قصر الإليزيه أن موافقة الكرملين العلنية على هذه الخطوة تمهد الطريق لمرحلة جديدة من الدبلوماسية، مشيراً إلى أنه سيتم تحديد الآلية الأمثل للمضي قدماً في هذا المسار خلال الأيام المقبلة.

وشددت الرئاسة الفرنسية على أن أي نقاش مع موسكو سيتم "بشفافية كاملة"، مع إطلاع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والحلفاء الأوروبيين على كافة التفاصيل، لضمان تحقيق هدف الحوار المتمثل في الوصول إلى "سلام متين ومستدام" يحفظ حقوق الأوكرانيين.

وتأتي هذه الانفراجة الدبلوماسية بعد تصريحات للمتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أكد فيها رغبة بوتين في استئناف التواصل مع باريس، وهي الخطوة التي يرى الإليزيه أنها أصبحت "مفيدة" في الوقت الراهن مع اتضاح بوادر وقف إطلاق النار وفرص التفاوض من أجل السلام.

ويعد هذا التحول لافتاً بعد حالة التصلب التي شابت العلاقات الروسية الفرنسية منذ الغزو الشامل لأوكرانيا، وهو ما أدى لانقطاع قنوات التواصل المباشرة طيلة الأعوام الثلاثة الأخيرة، باستثناء محادثة يتيمة جرت في الأول من يوليو الماضي، كانت الأولى من نوعها منذ اندلاع الصراع.

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضرورة إيجاد سبل ووسائل تتيح للأوروبيين، ضمن إطار مناسب، الانخراط مجدداً في حوار كامل وشفاف مع روسيا خلال الأسابيع المقبلة.

وتتزامن هذه التحركات الدبلوماسية مع ضغوط مكثفة يمارسها الرئيس الأوكراني زيلينسكي على واشنطن لزيادة الضغط على موسكو لإنهاء الحرب، في وقت يتواجد فيه الموفد الروسي للمسائل الاقتصادية "كيريل دميترييف" في مدينة ميامي الأمريكية للمشاركة في مفاوضات غير مسبوقة.

وتكتسب جولة المحادثات في ميامي أهمية استثنائية، حيث تجري بوساطة مبعوث دونالد ترامب الخاص "ستيف ويتكوف" وصهر الرئيس الأمريكي "جاريد كوشنر"، وبمشاركة وفود أوكرانية وأوروبية.

ويرى مراقبون أن انفتاح ماكرون على الحوار مع بوتين في هذا التوقيت يمثل محاولة أوروبية لضمان مقعد على طاولة المفاوضات التي يبدو أن واشنطن بدأت في هندستها خلف الكواليس، وذلك لضمان ألا تأتي التسوية القادمة على حساب المصالح الأمنية والاستراتيجية للقارة الأوروبية، وللتأكد من أن أي وقف للقتال سيؤدي إلى سلام دائم وليس مجرد هدنة مؤقتة.