أعلن عمدة العاصمة الألمانية برلين، كاي فيجنر، عن تبني السلطات نهجاً أمنياً صارماً تجاه أي محاولات لإثارة الشغب خلال احتفالات ليلة رأس السنة المقبلة، مؤكداً أن دولة القانون ستتعامل بكل حزم مع المعتدين.

وأوضح السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أن الهدف الأساسي هو ضمان احتفال الجميع بأمان وفرح، مشدداً على أن الشرطة ستتدخل بقوة كما حدث في السنوات الماضية لردع أي تجاوزات إجرامية، حيث تستعد الأجهزة الأمنية في برلين منذ أشهر لهذه الليلة لضمان انتشار واسع وكثيف في كافة أنحاء المدينة لمنع استغلال الاحتفالات في ارتكاب جرائم خطيرة.

وتأتي هذه الاستعدادات الأمنية المكثفة في ظل تصاعد المخاوف من تكرار حوادث العنف التي استهدفت أطقم الإغاثة ورجال الإطفاء في الأعوام الأخيرة، حيث أكد فيجنر أن إلقاء الألعاب النارية غير القانونية أو توجيهها نحو الحشود ورجال الشرطة وفرق الطوارئ يعد جريمة جنائية يعاقب عليها القانون.

وكشف العمدة عن نجاح الاستراتيجية الاستباقية للشرطة التي أسفرت بالفعل عن مصادرة كميات ضخمة من المفرقعات والألعاب النارية المحظورة خلال الأسابيع الماضية، معتبراً هذه الضبطيات رسالة تحذيرية واضحة لكل من يحاول تهريب هذه المواد الخطرة إلى العاصمة أو المتاجرة بها.

وفيما يخص الجدل المستمر حول حظر الألعاب النارية بشكل كامل، أشار فيجنر إلى أن فرض حظر محلي في برلين وحدها لن يكون فعالاً، نظراً لسهولة اقتناء هذه المواد من ولاية براندنبورغ المجاورة، موضحاً أن أي حظر حقيقي يجب أن يكون شاملاً على مستوى ألمانيا بالكامل، وهو أمر لا يحظى حالياً بأغلبية بين الولايات الألمانية.

وأكد أن برلين ستواصل الضغط من أجل تشديد التنظيمات القانونية على المستويين الاتحادي والأوروبي، خاصة فيما يتعلق بـ"القنابل الكروية" التي يُفترض أن يقتصر استخدامها على المتخصصين والمحترفين فقط، لضمان منع تداولها وبيعها بشكل غير قانوني في الأسواق الأوروبية.

وتعاني العاصمة الألمانية سنوياً من حوادث مأساوية ترتبط بسوء استخدام المفرقعات، حيث تسببت في ليلة رأس السنة الماضية 2024/2025 في إصابات جسدية بالغة ودمار واسع في الممتلكات والمباني نتيجة قوة الانفجارات الناتجة عن مواد محظورة.

وتتزايد المخاوف الأمنية بشكل خاص في أحياء مثل "نويكولن" و"كرويتسبرغ" التي شهدت في السابق هجمات منظمة بالمفرقعات ضد سيارات الإسعاف والإطفاء، مما دفع السلطات هذا العام إلى تعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية واستخدام تقنيات المراقبة الحديثة لضمان مرور الليلة دون خسائر بشرية أو مادية، وتكريس صورة برلين كمدينة آمنة لاستقبال العام الجديد.