تشهد بريطانيا يوم غدٍ السبت حالة من الاستنفار الأمني والسياسي مع تنظيم أنصار الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون لمسيرات في عدد من المدن، يقابلها حراك مضاد تقوده منظمات حقوقية ونقابية تحت شعار مواجهة "العنصرية وخطاب الكراهية".

المسيرات المرتقبة غداً تمثل اختباراً جديداً لقدرة السلطات البريطانية على تحقيق التوازن بين حماية حرية التعبير وضمان أمن المجتمع. وبينما تتأهب الشرطة لإدارة الحدث، تبقى أعين المهاجرين والسياح شاخصة نحو ما ستؤول إليه الأمور، وسط مخاوف من أن تتحول بريطانيا مرة أخرى إلى ساحة جدل عالمي حول الاندماج والتعايش.

حرية تعبير

يعد تومي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون، شخصية مثيرة للجدل عُرفت بخطابها المناهض للهجرة والإسلام، وبسجل قانوني حافل. وتأتي المسيرات في سياق حملة أنصاره للمطالبة بـ"حريته" ورفض ما يرونه تضييقاً على حرية التعبير.

في المقابل، حذّرت منظمات  من أن هذه التحركات لا تعدو كونها محاولة لإعادة تأجيج الكراهية في المجتمع البريطاني، مؤكدةً أنها ستواجه بخطاب "وحدة وتعايش".

يرفع أنصار روبنسون شعارات تتعلق بإنهاء ما يعتبرونه "ملاحقات قضائية" له، بينما يطالب المحتجون المضادون بوقف شرعنة خطاب الكراهية وضمان أمن الأقليات والمهاجرين. صحيفة "مورنينغ ستار" البريطانية أشارت إلى أن المسيرات المضادة تستهدف "إيصال رسالة واضحة بأن الشارع البريطاني يرفض العنصري".

تأثيرات

يرى خبراء أن المهاجرين سيكونون الفئة الأكثر تأثراً بهذه المسيرات، حيث تعزز هذه الحركات "ثقافة العنف والإفلات من العقاب داخل الأجهزة والمجتمعات، ويحذرون من أن تصاعد خطاب الكراهية قد يولد مناخاً غير آمن للمهاجرين، ويدفعهم للعزلة الاجتماعية أو تجنّب المشاركة في الحياة العامة.

على الصعيد السياحي، يتوقع أن تشهد بعض المدن البريطانية ازدحاماً أمنياً وإغلاقات مرورية، ما قد يعيق حركة السياح ويؤثر في تجربتهم، فقد نقلت صحيفة "غارديان" في تقارير سابقة عن خبراء أن مثل هذه الأحداث تعزز صورة "بريطانيا المنقسمة"، وهو ما قد ينعكس على قرارات بعض الزوار في المستقبل.

تاريخياً، لم تقتصر هذه المسيرات على التعبير عن الرأي، بل كانت تستغل كمنصة لاستعراض القوة بين التيارات اليمينية والتيارات التقدمية. كما أنها قد تُرسّخ على المدى المتوسط حالة من الاستقطاب المجتمعي يصعب تجاوزها.