أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك "الاثنين" عن قلقه إزاء "خطاب الإبادة" الصادر عن المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة، محذراَ من أن القطاع تحول الى "مقبرة"، وداعياً إلى تحرك دولي حاسم "لإنهاء المذبحة".

وانتقد تورك لدى افتتاح الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشدة "القتل الجماعي الذي ترتكبه إسرائيل في غزة".

وقال "إن القتل الجماعي الذي ترتكبه إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، وما تسببه من معاناة لا توصف وتدمير شامل، ومنعها دخول المساعدات الكافية لإنقاذ الأرواح، وما يترتب عن ذلك من تجويع للمدنيين، وقتلها للصحافيين وموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات غير الحكومية وارتكابها جرائم حرب متتالية، كلها أمور تصدم ضمير العالم".

وأضاف "تحول قطاع غزة إلى مقبرة".

وتابع "أشعر بصدمة للخطاب العلني بشأن الإبادة ونزع صفة البشر المعيب بحق الفلسطينيين الصادر عن كبار المسؤولين الإسرائيليين".

وأكد تورك أنه بعد مرور نحو عامين على اندلاع الحرب بعد هجوم حماس الدامي على إسرائيل في السابع من كتوبر 2023، "تتوق المنطقة إلى السلام".

من جانبها، قالت المتحدثة باسمه رافينا شامداساني، إنّ "مسؤولين إسرائيليين كباراً يطلقون كثيراً من التصريحات الصادمة واللاإنسانية"، متطرقة إلى تصريحات أدلت بها وزيرة حماية البيئة عيديت سليمان التي قالت إنّ "الحل الوحيد لقطاع غزة هو إفراغه من سكانه".

كذلك، أشارت إلى تصريحات صادرة عن وزير الأمن اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير الذي قال إنّه يريد أن ينفذ "ما اقترحه الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، فتح أبواب الجحيم في غزة وتشجيع سكان غزة على الهجرة".

وجاءت هذه التصريحات بعدما دمر الجيش الإسرائيلي برجاً سكنياً في مدينة غزة "الأحد"، هو الثالث خلال يومين، وإعلان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن الجيش يوسع هجومه على المدينة.

وتُقدّر الأمم المتحدة أن مليون شخص لا يزالون في مدينة غزة ومحيطها حيث أعلنت رسمياً الشهر الماضي عن مجاعة. وحذّرت من "كارثة" وشيكة في حال استمرار الهجوم الإسرائيلي.

وقال تورك "إنّ المزيد من العمليات العسكرية والاحتلال والضم والقمع لن يؤدي سوى إلى مزيد من العنف والانتقام والترهيب".

وشدد على أن إسرائيل "ملزمة قانونا باتخاذ الخطوات التي أمرت بها محكمة العدل الدولية لمنع أعمال الإبادة ومعاقبة التحريض عليها وضمان وصول مساعدات كافية إلى الفلسطينيين في غزة".

وقال المفوض السامي إن المجتمع الدولي "مقصِّر عن واجباته. إننا نخذل شعب غزة".

وتساءل "أين الخطوات الحاسمة لمنع وقوع ابادة؟" مطالباً الدول ببذل مزيد من الجهود "لتجنب الجرائم الوحشية.. عليها وقف تسليم أسلحة لإسرائيل التي تجازف من خلالها بانتهاك قوانين الحرب". وخلص إلى القول "نحن بحاجة إلى التحرك الآن لإنهاء هذه المذبحة".

وإسرائيل التي على غرار الولايات المتحدة انسحبت من مجلس حقوق الإنسان بعد وقت قصير على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام ولايته الثانية، لم تكن موجودة في القاعة لدى عرض تورك تقريره لكنها ردت بغضب.

واعتبر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون في بيان على منصة "إكس" أن تورك "تقوده الحملة المناهضة لإسرائيل التي تعصف بمكتبه".

وأضاف "أما الحقائق والتعقيدات فلا مكان لها في مكتبه"، متهما تورك بأنه "يواصل نشر خطاب افترائي ويقوّض أمن الدولة اليهودية".