فتحت السلطات الإندونيسية تحقيقاً جنائياً عاجلاً اليوم الأربعاء للكشف عن مصدر تلوث إشعاعي خطير، أدى إلى استدعاء شحنات صادرات دولية متجهة إلى الولايات المتحدة وهولندا، شملت الروبيان والتوابل، بالإضافة إلى الأحذية الرياضية.
ويتركز التحقيق في الوقت الحالي على مصنع لمعالجة المعادن في منطقة سيكاندي الصناعية الحديثة، في مقاطعة بانتين بجزيرة جاوة، بعد أن أكد المحققون أن شركة الصهر المشتبه بها، التي تحمل اسم "بي تي بيتر ميتال تكنولوجي"، مملوكة بالكامل للصين.
وبدأت الشرطة الإندونيسية التحقيق الجنائي، وذلك حسب ما أعلنه المتحدث باسم فريق التحقيق، بارا حسيبوان.
بدأ اكتشاف عنصر السيزيوم 137 (Cs-137) في وقت سابق من العام الجاري، وهو نظير مشع خطير بنصف عمر يبلغ نحو30 عاماً وينتج عن الانشطار النووي.
وأصدرت السلطات الهولندية تقريراً أولياً بشأن العثور على آثار إشعاعية في حاويات الشحن القادمة من إندونيسيا، وذكر التقرير أنه تم العثور على عدة صناديق من الأحذية الرياضية ملوثة بالإشعاع.
ويُعتقد أن التلوث نشأ من خردة معدنية مستوردة غير مُعالجة تم صهرها في المصنع الصيني، حيث انتشرت المادة المشعة عبر الغبار المحمول جواً أثناء عملية الصهر.
تكشفت الأزمة لتشمل نطاقاً واسعاً، حيث لم يقتصر التلوث على مصنع المعادن فقط، بل تم اكتشاف آثار السيزيوم 137 في أكثر من 20 منشأة إنتاج أخرى على الأقل داخل المنطقة الصناعية، بما في ذلك مرافق تجهيز الروبيان ومصانع الأحذية.
وقد استجابت السلطات الإندونيسية بإغلاق مصنع الصهر المشتبه به وتحويله إلى منشأة عزل، كما عملت على إزالة وتجميع أكثر من 248 طناً من النفايات المشعة الملوثة من المنطقة.
وفي تطور مقلق، تم الكشف عن إصابة تسعة موظفين وعاملين في المنطقة الصناعية بالتعرض للإشعاع، وقد خضعوا بالفعل للعلاج في جاكرتا.
أدت هذه الفضيحة إلى تداعيات دولية كبيرة، حيث أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تنبيهاً لسلامة المستهلك، يحذر من تناول أو بيع أنواع معينة من الروبيان المجمد المستورد، وطالبت بشهادة استيراد للشحنات القادمة من المناطق المتأثرة.
وشملت قائمة البضائع الملوثة شحنات من الروبيان مصدرها شركة PT Bahari Makmur Sejati، بينما كانت الأحذية الرياضية المتجهة إلى الأسواق الأوروبية من إنتاج شركة PT Nikomas Gemilang، وهي الشركة التي تنتج لعلامات تجارية عالمية كبرى مثل نايكي وأديداس.
وقد أكدت الوكالات الدولية أن مستويات السيزيوم 137 المكتشفة في المنتجات لم تشكل خطراً حاداً على الصحة على المدى القصير، إلا أن التعرض المتكرر والمزمن لجرعات منخفضة يزيد بشكل ملحوظ من مخاطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
