تجدد النزاع الحدودي بين كمبوديا وتايلاند بشكل خطير، حيث اتهمت كمبوديا جارتها يوم الاثنين بشن غارات جوية في عمق أراضيها وقصف مناطق لا تبعد أكثر من ساعتين بالسيارة عن معابد تاريخية.

ويتنازع البلدان على السيادة في مناطق حدودية بطول 800 كيلومتر، والتي تضم معابد تعود إلى إمبراطورية الخمير، وهي الحدود التي رُسمت مطلع القرن العشرين في الحقبة الاستعمارية الفرنسية.

قالت كمبوديا، التي تتفوق عليها تايلاند عسكرياً، إن القوات التايلاندية وسّعت نطاق هجومها "داخل" الأراضي الكمبودية صباح الاثنين. وأعلنت وزارة الدفاع الكمبودية في بيان أن مقاتلة تايلاندية قصفت منطقة قرب مخيم للنازحين في سري سنام بمحافظة سيام ريب.

وصرح وزير الإعلام نيث بيكترا لوكالة فرانس برس بأن هذه هي المرة الأولى خلال الاشتباكات الأخيرة التي يقصف فيها الجيش التايلاندي مناطق في محافظة سيام ريب، وهي المحافظة التي تضم مجمع معابد مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وأضاف الوزير أن طائرات تايلاندية من طراز "إف-16" توغلت لأكثر من 70 كيلومتراً داخل الأراضي الكمبودية.

أسفرت الاشتباكات الجديدة بين الدولتين الواقعتين في جنوب شرق آسيا هذا الشهر عن مقتل 31 شخصاً على الأقل بينهم جنود ومدنيون، فضلاً عن نزوح نحو 800 ألف شخص.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بإشعال المواجهات واستهداف المدنيين. ويُشار إلى أن عشرات الأشخاص كانوا قد قُتلوا خلال خمسة أيام من المعارك في يوليو الماضي قبل التوصل إلى هدنة لم تدم طويلاً.

على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أن البلدين اتفقا على وقف لإطلاق النار اعتباراً من مساء السبت، إلا أن المعارك استمرت السبت والأحد والاثنين، كما نفت بانكوك ما أعلنه ترامب بشأن الهدنة.

وقال رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول، الذي حل البرلمان الأسبوع الماضي تمهيداً لانتخابات العام المقبل، على صفحته في فيسبوك الأحد إن حكومته ستواصل عملياتها العسكرية.

وأفاد مسؤولون عسكريون من كلا الجانبين باستمرار الاشتباكات والضربات على مناطق حدودية الاثنين.

ويُعتبر هذا التصعيد ضاراً بشكل خاص لكمبوديا، التي تعتمد بشكل كبير على قطاع السياحة الذي لا يزال يتعافى من تداعيات جائحة كوفيد-19.

ورغم أن عدد السياح الأجانب الذي زاروا كمبوديا العام الماضي بلغ أكثر من 6.7 ملايين سائح، إلا أن عددهم خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر من هذا العام انخفض بنحو الثلث مقارنة بعام 2019، أي ما قبل الجائحة.