قُتل 3 عناصر أمن باكستانيين في تفجير انتحاري أمس، استهدف مقراً أمنياً في مدينة بيشاور، في أحدث هجوم دامٍ يضرب ولاية خيبر بختونخوا الحدودية مع أفغانستان.

وقال شاهد يدعى بلال أحمد، وهو موظف في أحد المستشفيات، إنه كان في طريقه إلى عمله حين سمع انفجاراً كبيراً من مقر قوات شرطة الحدود، الواقع على أحد أكثر طرق المدينة ازدحاماً والمقابل لأحد المراكز التجارية. ونفذ المهاجمون العملية على المقر الواقع في شارع صدر، أحد أكثر شوارع المدينة ازدحاماً، قبيل ساعة الذروة.

وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، أشلاء جثة لمُشتبه في تنفيذه الهجوم الانتحاري خارج البوابة الرئيسية التي كانت مليئة بثقوب الشظايا، وبقايا حذاء أسود واحد.

كما تناثر زجاج مركبات محطمة فيما كان عناصر الإنقاذ يشقون طريقهم وسط الركام. وقال قائد شرطة بيشاور، ميان سعيد، إن ثلاثة أشخاص نفذوا هجوماً انتحارياً ضد مقر شرطة الحدود، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد قوات الأمن الذين كانوا يحرسون المدخل وإصابة أربعة آخرين.

وأشار إلى أن أحد المهاجمين فجر نفسه، بينما قُتل مهاجمان آخران برصاص قوات الأمن. وأضاف أن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح، وطوقت قوات الأمن الموقع وبدأت عملية تمشيط.

وقال قائد شرطة ولاية خيبر بختونخوا، ذوالفقار حميد: «انتهى الهجوم، وتجري عملية تطهير للمنطقة لتحديد ما إذا كان هناك أي ذخيرة غير منفجرة».

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، لكن التلفزيون الرسمي الباكستاني قال إن المهاجمين يحملون الجنسية الأفغانية.وندد رئيس الوزراء، شهباز شريف، بالهجوم، مشيداً بالتدخل السريع لقوات الأمن الذي حال دون وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح.

وقال شريف: «يجب تحديد هوية مرتكبي هذا الحادث في أسرع وقت وتقديمهم للعدالة».وأضاف: «سنحبط مخططات الإرهابيين الشريرة التي تستهدف سلامة باكستان».

وتتهم إسلام آباد جماعة طالبان باكستان بشن هجمات انطلاقاً من الداخل الأفغاني، وهو ما تنفيه كابول، وسط توتر متصاعد بين البلدين.

وقبل أسبوعين أدى تفجير انتحاري قرب محكمة في إسلام آباد إلى مقتل 12 شخصاً، واتهمت باكستان منفذيه بأنهم خططوا للهجوم من أفغانستان.

وبلغت العلاقات بين البلدين أسوأ مستوياتها منذ سنوات، بعد اشتباكات حدودية الشهر الماضي أسفرت عن أكثر من 70 قتيلاً من الجانبين، تلاها وقف هش لإطلاق النار لم تُستكمَل شروطه وسط تبادل الاتهامات.