أقبل الناخبون الكوريون الجنوبيون بكثافة على التصويت في الانتخابات الرئاسية، أمس، إذ يسعى الملايين إلى استعادة الاستقرار، بعد 6 أشهر من الاضطرابات التي أثارتها الأحكام العرفية المفاجئة التي فرضها الرئيس السابق يون سوك يول، لفترة وجيزة.

وذكرت اللجنة الوطنية للانتخابات، أنه حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، شارك 30.5 مليون ناخب، يمثلون نحو 69% من الناخبين، في التصويت في 14295 مركز اقتراع، إذ تحولت متاجر بيع السيارات والصالات الرياضية وملاعب المصارعة الكورية التقليدية المعروفة باسم سيروم، إلى مراكز اقتراع.

وتجاوز الإقبال في الانتخابات المبكرة بشكل طفيف الانتخابات الرئاسية لعام 2022 في الوقت نفسه.

وتعهد كل من المرشح الليبرالي الأوفر حظاً، لي جيه-ميونغ، ومنافسه المحافظ، كيم مون-سو، بإجراء تغيير في البلاد، قائلين إن النظام السياسي والنموذج الاقتصادي الذي تم وضعه خلال فترة صعودها كديمقراطية ناشئة، وقوة صناعية، لم يعودا مناسبين.

وتوقعت استطلاعات للرأي، في وقت لاحق، فوز لي جاي-ميونغ في الانتخابات الرئاسية المبكرة، ما يفتح الباب لتغييرات سياسية جذرية، بعد رد فعل صارم ضد الأحكام العرفية، أدى إلى الإطاحة بسلفه.

وصدرت نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها محطات بث محلية، بعد أن أدلى ما يقرب من 80% من الناخبين المؤهلين، وعددهم 44.39 مليون ناخب، بأصواتهم.

وأظهر استطلاع رأي مشترك، أجرته محطات البث «كي.بي.إس»، و«إم.بي.إس» و«سي.بي.إس»، حصول لي على 51.7%، وحصول منافسه المحافظ كيم مون-سو على 39.3%. وأظهر استطلاع رأي منفصل، أجرته قناة «جي.تي.بي.سي»، حصول لي على 50.6%، وكيم على 39.4%. كما توقعت قناة «إيه» فوز لي بهامش مماثل.

ووصف لي الانتخابات بأنها يوم الحساب على إدارة يون السابقة، وحزب قوة الشعب المحافظ، متهماً إياهما بالتغاضي عن محاولة فرض الأحكام العرفية، إذ لم يتخذوا خطوات كافية لإحباطها، وإنما حاولوا أيضاً إنقاذ رئاسة يون.

وقال كيم يونج-هيون، والمقيم في سيئول: «آمل أن تُعالج القضايا المتعلقة بالأحكام العرفية بشكل أكثر وضوحاً وشفافية.. لا تزال هناك العديد من الأمور غير المنطقية، وأود أن أراها تُحل بشكل صحيح».

وقال بارك تشان-داي، القائم بأعمال زعيم الحزب الديمقراطي، لقناة كيه.بي.إس، إن الحزب ينتظر فرز الأصوات رسمياً، لكن التوقعات تشير إلى رفض الناخبين لمحاولة فرض الأحكام العرفية، مع أملهم في تحسين ظروف معيشتهم.

وإذا كانت توقعات استطلاعات الرأي دقيقة، فإن لي سيكون في طريقه لتولي منصب الرئيس رسمياً، عندما تُعلن اللجنة الوطنية للانتخابات الفائز اليوم الأربعاء، ليبدأ فوراً في تولي رئاسة البلاد، مع تولي منصب القائد الأعلى للجيش.