هز زلزال جديد أفغانستان، بعد أيام قليلة من الزلزال المدمر الذي ضرب شرقي البلاد.

وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، بأن قوة الزلزال بلغت 5.2 درجات على مقياس ريختر، ووقع الزلزال في إقليم كونار شرقي أفغانستان على عمق 10 كيلومترات.

كما شعر بالزلزال سكان العاصمة كابول، إلا أنه لم ترد تقارير عن إصابات أو أضرار حتى الآن.

على صعيد متصل، ذكر مسؤولان أمريكيان كبيران سابقان، ومصدر مطلع، أنه رغم مرور نحو أسبوع على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 2200 شخص في أفغانستان وترك عشرات الآلاف بلا مأوى، لم تتخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى نحو السماح بتقديم مساعدات طارئة، ولم يتضح ما إذا كانت تخطط لتقديم أي عون.

وأضاف المصدر والمسؤولان السابقان، أن عدم استجابة واشنطن لواحد من أسوأ الزلازل في أفغانستان من حيث عدد القتلى منذ سنوات يوضح كيف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنازل عن عقود قادت فيها الولايات المتحدة جهود الإغاثة العالمية من الكوارث، وذلك بتخفيضاته الكبيرة للمساعدات الخارجية وإغلاق وكالة المساعدات الخارجية الأمريكية الرئيسة.

وذكر المسؤولان السابقان اللذان كانا يعملان في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والمصدر الثالث الذي تحدث مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن وزارة الخارجية لم توافق على إعلان وجود حاجة إنسانية، وهي الخطوة الأولى في التصريح بالإغاثة الطارئة.

وقالت المصادر: إن مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية نظروا في توصيات بتقديم مساعدات لأفغانستان لمواجهة الكارثة.

وقال مسؤول كبير سابق: إن البيت الأبيض بحث الأمر أيضاً، لكنه قرر عدم التراجع عن سياسة وقف تقديم المساعدات لكابول.

وعندما سُئل ناطق باسم وزارة الخارجية، عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم أي مساعدات طارئة لأفغانستان في أعقاب الزلزال الذي أعقبته هزات ارتدادية قوية، قال الناطق: ليس لدينا ما نعلنه في الوقت الراهن.

وحذرت الأمم المتحدة، في وقت سابق، من مغبة فشل حشد الموارد اللازمة لإنقاذ مئات الآلاف من المتضررين في المناطق النائية جراء الزلزال الذي ضرب أفغانستان.

وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان: إن التخفيضات الكبيرة في التمويل أدت إلى توقف خدمات الصحة والتغذية الأساسية لملايين الأشخاص، إلى جانب توقف حركة الطائرات التي غالباً ما تكون شريان الحياة الوحيد للمجتمعات النائية، ما أجبرت وكالات الإغاثة على تقليص تواجدها في هذه المناطق، لافتاً إلى أن الذخائر المتفجرة تفاقم من المخاطر التي يواجهها الناس هناك.

وأوضح أن الفشل في حشد الموارد اللازمة يعكس معاناة أعمق وخسارة المزيد من الأرواح، مع اقتراب فصل الشتاء بسرعة.

وقال إنه سبق للمانحين أن بادروا بتقديم مساعداتهم لشعب أفغانستان، ونحن بحاجة إليهم ليفعلوا ذلك مجدداً.