أودى الزلزال الذي ضرب شرق أفغانستان ليل الأحد بأكثر من 2200 شخص، وفق حصيلة محدثة نشرتها السلطات، ما يجعل منه الزلزال الأكثر حصداً للأرواح في تاريخ البلاد الحديث. وانتشل عمال الإنقاذ، أمس، جثثاً من تحت أنقاض المنازل التي دمرتها الزلازل، بينما يواجه الناجون الذين باتوا بلا مأوى مستقبلاً قاتماً، في ظل تحذيرات منظمات الإغاثة الدولية من نقص حاد في الموارد.

وقالت السلطات، إن عمال الإنقاذ واصلوا جهودهم في المناطق الجبلية الشرقية التي ضربها الزلزال، مضيفين أن عدد القتلى ارتفع الآن إلى 2205 أشخاص في حين أصيب ما لا يقل عن 3640 شخصاً. وقال أحد السكان في إقليم كونار الأكثر تضرراً: «كل ما نملكه دُمر بالكامل.. الشيء الوحيد المتبقي هو هذه الملابس التي نرتديها»، وكانت عائلته تجلس تحت الأشجار وإلى جانبهم أكوام من متعلقاتهم.

وفيما قالت السلطات إن أكثر من 6700 منزل دُمر، حذرت الأمم المتحدة، من احتمال ارتفاع عدد القتلى مع استمرار وجود أشخاص تحت الأنقاض ونفاد الوقت أمام إنقاذ الناجين. وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن الاحتياجات الإنسانية هائلة وتتزايد بوتيرة سريعة، لافتاً نقلاً عن أرقام أولية، إلى أن ما يصل إلى 84 ألف شخص تأثروا بشكل مباشر وغير مباشر مع نزوح الآلاف.

ووفقاً لتقييم أجرته منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم ومقرها في بريطانيا، فإن اثنين من كل 3 أشخاص في بعض القرى الأكثر تضرراً في إقليم كونار قُتلوا أو أُصيبوا، بينما تعرض 98% من المباني للانهيار أو الدمار جراء الزلازل. وأُبيدت عائلات بأكملها في بعض قرى إقليم كونار، وبحث الناجون بيأس عن أقاربهم بين الأنقاض وحملوا الجثث على نقالات وحفروا القبور بالمعاول في انتظار وصول المساعدات.

وأظهرت صور شاحنات بعضها محمل بأكياس دقيق وبعضها يقل رجالاً يحملون مجارف، متجهة إلى قرى نائية على منحدرات أعلى. كما أنزلت السلطات، عشرات من أفراد القوات الخاصة جواً في مواقع لم تتمكن الطائرات الهليكوبتر من الهبوط فيها. ونظراً لأن معظم المنازل مبنية من الطوب الجاف والحجر والخشب، فضل بعض الأهالي البقاء في العراء بدلاً من العودة إلى منازلهم مع استمرار الهزات الارتدادية بوتيرة منتظمة.