يواجه غرب ليبيا نذر العودة لمربع الفوضى والعنف، فيما أكد المجلس الرئاسي الليبي أن أي تحركات أو تنقلات للجهات الأمنية والعسكرية يجب أن تتم وفق تعليمات صريحة ومسبقة من المجلس والجهات المختصة.
وشدد المجلس، في بيان، على أن أي تصرف خارج هذا الإطار يعدّ خرقاً للتعليمات، ويعرّض مرتكبيه للمساءلة القانونية، معتبراً أن ترسيخ الاستقرار وبسط الأمن في أنحاء البلاد كافة يمثل أولوية قصوى، باعتباره أساس أي تقدم سياسي أو اقتصادي.
وقال المجلس إنه يضطلع بدور الإشراف الكامل والتوجيه المباشر لجميع العمليات الأمنية والعسكرية، داعياً جميع الأطراف للالتزام الصارم بالضوابط والتعليمات المنظمة للعمل الأمني والعسكري، محذراً من أن الأمن مسؤولية جماعية لا تحتمل الاجتهادات الفردية أو القرارات الأحادية التي قد تؤثر على الاستقرار العام. وجاء بيان المجلس الرئاسي، بعد الإعلان عن تحركات عسكرية مكثفة من مدينة مصراتة باتجاه طرابلس خلال ليل الخميس – الجمعة، مزودة بأسلحة ثقيلة.
وكشفت مصادر من داخل العاصمة طرابلس، عن مخاوف جدية من معارك قد تدور بين الميليشيات الوافدة من مصراتة والميليشيات المحسوبة على طرابلس، وفي مقدمتها قوة الردع الخاصة التي أعلنت حالة النفير العام القصوى بين قواتها استعداداً لأي مواجهات محتملة.
ووفق المصادر ذاتها، فإن هناك خطة تم الإعداد لها مؤخراً من قبل ميليشيات موالية لحكومة الوحدة الوطنية، تعمل على السيطرة على قاعدة معيتيقة والسجن الموجود داخلها الخاضع لسيطرة قوة الردع.
وأشارت مصادر محلية، إلى تحركات لأرتال من الدبابات والمجنزرات والشاحنات العسكرية والوحدات المسلحة من مصراتة باتجاه طرابلس مروراً بالطريق الساحلية، بما يعيد للذاكرة مشاهد التحشيد العسكري التي عرفتها المنطقة الغربية بين عامي 2019 و2020.
قطع طريق
ورجح مراقبون أن تكون عودة مظاهر التسلح بهذا الشكل المفاجئ، في سياق السعي لإعادة خلط الأوراق وقطع الطريق أمام العملية السياسية التي تقودها البعثة الأممية، والتي سيتم الكشف عن تفاصيلها بعد الإعلان عن مخرجات لجنة الـ 20 الاستشارية خلال إحاطة تقدمها رئيسة البعثة أمام مجلس الأمن 17 أبريل الجاري.
في الأثناء، أفاد شهود عيان، باندلاع اشتباكات مسلحة، أمس، في صبراتة غرب طرابلس. وقال الشهود، إن المواجهات اندلعت بعد استهداف سيارة تابعة لأحد أمراء الحرب وإحراقها، حيث أعقبه تبادل إطلاق نار كثيف، فيما أعلن مكتب أوقاف المدينة، عن إلغاء صلاة الجمعة في عدد من المساجد بسبب الاشتباكات في المدينة.
كما أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة، عن تمكن وحدة التحري والقبض بمديرية أمن صبراتة من ضبط عدد من السجناء الفارين من داخل سجن الشرطة العسكرية وذلك خلال أقل من ساعة من تلقي البلاغ.
وذكر المكتب الإعلامي للوزارة، أن السجناء استولوا على سلاح ناري من داخل السجن وخلال عملية الملاحقة، وقع تبادل لإطلاق النار مع أحدهم قبل أن تتم السيطرة عليهم وإيداعهم مجدداً غرفة الحجز واستعادة السلاح المضبوط، مشيراً إلى أن السجناء الموقوفين يواجهون تهماً خطيرة، من بينها القتل والاتجار بالمخدرات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
