أكدت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، هانا تيتيه، أن الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي أجريت السبت في 26 بلدية شهدت نسبة مشاركة مرتفعة بلغت 71 %، مشيدة بالإقبال الشعبي الذي وصفته بأنه«دليل واضح على رغبة الليبيين في اختيار ممثليهم المحليين والمساهمة في رسم مستقبلهم السياسي».

واعتبر مراقبون عملية الاقتراع هذه اختباراً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ينتظرها الليبيون منذ تأجيلها لأجل غير مسمى في 2021.

وفي تصريح صحافي أدلت به المبعوثة الأممية، أمس، ونقله موقع «روسيا اليوم»، أوضحت تيتيه أنها قامت بزيارة ميدانية إلى مركزين للاقتراع في العاصمة طرابلس، حيث لاحظت درجة عالية من التنظيم والجاهزية، مشيدة بالتزام العاملين في المراكز الانتخابية وحرصهم على تيسير العملية وضمان شفافيتها.

وأضافت أن ما لمسته من عزيمة وإصرار لدى الليبيين، والجهات المنظمة للانتخابات، يعد مؤشراً مشجعاً على تطلع الليبيين إلى بناء دولة مستقرة وديمقراطية عبر صناديق الاقتراع.

ونقلت تيتيه عن أحد المراقبين الدوليين في بلدية حي الأندلس قوله إن «الانتخابات البلدية تمثل بارقة أمل نحو إجراء الانتخابات الوطنية وتحقيق التغيير السياسي المنشود»، مؤكدة بدورها أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستواصل تقديم الدعم الفني واللوجستي لمساندة الليبيين في هذا المسار.

وكان عشرات الآلاف من الليبيين أدلوا السبت بأصواتهم لاختيار ممثليهم في أكثر من 20 بلدية، بينها طرابلس، بعدما اضطرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إلى تأجيل الاقتراع في العديد من المراكز بسبب مخالفات وحوادث.

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند السادسة مساء (16,00 ت غ). وبلغت نسبة المشاركة الأولية 71 % بعد إقفال مراكز الاقتراع، بحسب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وقال سامي التاجوري، وهو مهندس من سكان العاصمة يبلغ 62 عاماً، إن «التصويت في طرابلس ضروري بالنسبة لي، لأنه يشعرني أني مفيد»، مضيفاً أن أبناءه الثلاثة جاؤوا للتصويت للمرة الأولى. وأضاف «أرجو أن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية واختيار نوابهم في البرلمان قريباً».

كان مقرراً

وكان من المقرر إجراء الانتخابات في 63 بلدية تتوزع كالآتي: 41 في الغرب و13 في الشرق وتسع في الجنوب.

غير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أعلنت أن الانتخابات ستقتصر على 26 مجلساً بلدياً فقط، بعد إلغاء الاقتراع في بلدات عدة في الشرق والجنوب بسبب مخالفات وضغوط من السلطات المحلية وعوائق إدارية. ورفضت مدن في الشرق مثل بنغازي وطبرق وسرت السماح بإجراء الانتخابات.

وأعلنت المفوضية أنها أرجأت إلى 23 من الشهر الحالي، عملية الاقتراع في سبع بلديات في مناطق غرب ليبيا بسبب «اعتداءات سافرة» تعرضت لها مكاتب المفوضية فيها.

وعلى مدار الأسبوع الماضي، هاجم مسلحون مكاتب مفوضية الانتخابات في مدن زليتن والزاوية والعجيلات في الغرب، ألحقت أضراراً بالمباني ومواد الاقتراع وأصابت شخصين بجروح.