عاش الليبيون أيام عيد الفطر المبارك، حيث نشطت دبلوماسية التهاني، وارتفعت الأصوات الداعية إلى توحيد مؤسسات الدولة وتحقيق المصالحة والخروج من نفق الأزمة المتفاقمة منذ 14 عاماً.
وفي رسالة تهنئة إلى الشعب الليبي، أعرب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي عن أمله في أن تكون الأيام القادمة مليئة بالسلام والوئام، وأن يعم الاستقرار والازدهار أرجاء البلاد. وشدد على أهمية استثمار المناسبة في تعزيز روح المحبة والوحدة بين أبناء الوطن.
وأدى المنفي صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد القدس بالعاصمة طرابلس، بحضور عدد كبير من أهالي المدينة، حيث استمع إلى مشاغلهم وأجاب عن أسئلتهم بخصوص عدد من الملفات العالقة كالمصالحة وتوحيد مؤسسات الدولة وحلحلة الأزمة السياسية.
وقفة صادقة
وشدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس حكومة الاستقرار المنبثقة عن مجلس النواب أسامة حماد، على أهمية هذه المناسبة في تعزيز الروابط والوحدة بين أبناء الشعب الليبي. ودعا رئيس مجلس حماية المنافسة سلامة الغويل كل ليبي إلى وقفة صادقة مع ذاته، لمراجعة قيم الآباء والأجداد، مضيفاً أن «ليبيا تستحق منا جميعاً أن نحافظ على ثرواتها، وأن نصون مؤسساتها، وأن نرسّخ دولة القانون والعدل».
ورأى مراقبون أن الاحتفالات بعيد الفطر لهذا العام مرت بسلاسة، وتميزت بالكثير من التفاؤل من قبل الليبيين، في ظل استمرار الجهود من داخل البلاد وخارجها لحلحلة الأزمة السياسية والانطلاق في تهيئة الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات برلمانية قبل نهاية العام الجاري. كما شهدت اتساعاً لظاهرة دبلوماسية التهاني التي تتجاوز الخلافات بين الفرقاء لتفتح آفاقاً رحبة للأمل في طي صفحة الخلافات.
التسامح والتراحم
وتناول خطباء المساجد المعاني العظيمة للعيد الذي يسمو فيه التسامح والتراحم والمحبة بين الناس، مؤكدين على ضرورة استغلال هذه المناسبة للتغلب على الضغائن والأحقاد وبث روح المودة.
إلى ذلك، أوضحت رئيسة البعثة الأممية حنّا تيتيه أن لقاءاتها مع الليبيين من مختلف أنحاء البلاد سلطت الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن الجمود السياسي والصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الكثيرون، ودعت في رسالة تهنئة بمناسبة العيد القادة السياسيين والمؤسسات والسلطات للعمل بجد واستلهام روح العيد من أجل تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في البلاد.
