أكد ممثلون عن جنوب ليبيا دعمهم لفكرة العودة بالبلاد الى ما كانت عليه عند تأسيس دولة الاستقلال في عام 1951؛ من حيث تقسيمها إلى 3 أقاليم إدارية، وفق التركيبة الجغرافية التاريخية. ونقل وفد من القيادات الاجتماعات والأكاديميين والناشطين السياسي بإقليم فزان، إلى عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني، دعمهم مبادرة العمل بنظام الأقاليم الثلاثة بمجالس تشريعية ومحافظات تنفيذية، لضمان تحقيق الاستقرار في كل مناطق ليبيا، والمحافظة على وحدتها، وفق بيان للمجلس الرئاسي.

وشدد الوفد، خلال زيارته الى العاصمة طرابلس أول من أمس، على ضرورة أن تكون فزان رقماً في المعادلة الليبية، نظراً لما تمتلكه من ثروات طبيعية، وكفاءات بشرية لديها القدرة للمساهمة في بناء الوطن. واستعرض الوفد أمام الكوني المشاكل والصعوبات التي تعيق تقديم الخدمات لليبيين في عدد من المجالات، وحالة التهميش التي تكبّدها إقليم فزان طيلة السنوات الماضية؛ لعدم حصوله على نصيبه من مقدرات الوطن، الأمر الذي اضطر السكان للنزوح إلى الشمال، عندما أصبحت ليبيا شرقاً وغرباً في تجاهل كامل للجنوب وحقوقه المشروعة، وفق البيان.

وأكد الوفد أن مبادرة الكوني، التي كان أعلن عنها الأحد الماضي، تعتبر نقطة انطلاق ليكون لإقليم فزان دوره المحوري في توحيد ليبيا، متعهداً بمواصلة العمل في كل المسارات حتى يعود فزان الإقليم الثالث لليبيا، ويسهم في المحافظة على وحدتها.

عمق استراتيجي

واعتبر الكوني تأييد نخب وأكاديميي فزان مبادرة العمل بنظام الأقاليم الثلاثة والمحافظات التنفيذية دفعة معنوية لاستمرار المطالبة بحقوق فزان المشروعة، مشيراً إلى أن فزان هي العمق الاستراتيجي للوطن، ومصدر خيراته الذي يعاني تدنياً كبيراً في مستوى الخدمات بسبب غض الطرف الذي تكبده من الحكومات المتعاقبة طيلة السنوات الماضية.

وشدد الكوني على ضرورة العمل بنظام الأقاليم الثلاثة بمجالس تشريعية مستقلة، معتبراً أن هذه الخطوة لضمان تحقيق الاستقرار في كل مناطق ليبيا، وذلك خلال لقائه السفير البريطاني لدى ليبيا مارتن لونغدن، لافتاً إلى أن العمل بنظام المحافظات كسلطة تنفيذية يضمن نيل كل مناطق ومكونات الشعب الليبي حقوقها من خلالها تسليمها ميزانياتها لإدارة مشاريعها، ولتقريب الخدمات لليبيين في مناطقهم، حتى تتفرغ الدولة لممارسة دورها السيادي، ولتخفيف الضغط على العاصمة، وفق تعبيره.

إضاءة

وتعتبر فزان إحدى الولايات الثلاث ضمن المملكة الليبية المتحدة التي استقلت في ديسمبر 1951 بقرار من الأمم المتحدة، وكانت عاصمتها الإدارية وكبرى مدنها مدينة سبها، واستمرت بين عام 1951 وعام 1963 بعد تعديل الدستور وقيام دولة وحدوية في ليبيا. وفي سبتمبر 2013، أعلن عدد من قبائل الجنوب الليبي في مدينة أوباري الصحراوية، أن منطقة الجنوب أصبحت إقليماً فدرالياً تحت اسم إقليم فزان الفدرالي، ثم توالت المبادرات في هذا الاتجاه، لكن الظروف الأمنية والسياسية حالت دون التوصل إلى اتفاق فعلي بين القوى الداخلية والخارجية المؤثرة في الملف الليبي، إلى أن عاد الحديث عن النظام الفيدرالي كخطوة على طريق حل الأزمة المتفاقمة في البلاد منذ 2011.