أفاد تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي بالعالم، وأن أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا داخل السودان وخارجه منذ بداية النزاع، في حين استقبلت بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، 5 مبعوثين دوليين، في خطوة عدها مراقبون تصاعداً في قلق المجتمع الدولي إزاء الأوضاع الإنسانية ومحاولة لإنعاش عملية السلام المتوقفة منذ نحو عام.

وكشف التقرير أن واحداً من كل ثلاثة في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي، ما يزيد من معاناة السكان في ظل الظروف الراهنة. وبحسب التقرير الأممي، فإن موجة العنف الحالية أدت إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية والمرافق الأساسية، ما أسهم في تفاقم أزمة النزوح. وذكر تقرير«أوتشا» أن أكثر من 7.4 ملايين شخص أجبروا على مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان، إلى جانب 3.8 ملايين نازح نتيجة الصراعات السابقة. وحذر التقرير من تدهور النظام الصحي في البلاد مع تزايد خطر انتشار الأمراض، مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت من جراء نقص الغذاء بسبب القتال.

في الأثناء، زار السودان خلال الأسبوع الماضي خمسة مبعوثين دوليين، هم: المبعوث الأمريكي توم بيرييلو، والألماني هايكو نيتشكي، والنرويجي أندريا أستايسن، والسويسري سيلفان إستييه، والياباني شيميزو شنسوكي.

وركزت مشاورات المبعوثين مع كبار المسؤولين في الدولة على الأوضاع الإنسانية، وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية، وفرص تحقيق السلام ووقف الحرب، لكنها لم تحمل مقترحات محددة في هذا الشأن. كما زارت المبعوثة البريطانية إلى القرن الأفريقي والبحر الأحمر أليسون بلاكبيرن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال اليومين الماضيين، في حين تعتزم مبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي السفيرة أنيتا ويبر زيارة بورتسودان مطلع ديسمبر.

حل عملي

إلى ذلك، قال مفوض الاتحاد الأفريقي بانكول أديوي خلال الاجتماع التشاوري السنوي بين مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ونظيره التابع للاتحاد الأوروبي، في أديس أبابا، إن الاتحاد الأفريقي يعمل بالتنسيق مع منظمة «إيغاد» والأمم المتحدة لإيجاد حل عملي للأزمة السودانية يركز على تحقيق وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف أن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة أيضاً بأن استمرار الحرب يعني عملياً استمرار، وربما تفاقم الأزمة الإنسانية، ما يتطلب تركيز الجهود على إنهاء الحرب كأولوية لحل الأزمة الإنسانية.