كشف تقرير عسكري حديث عن خمسة أنواع من الأسلحة التي يمكن، نظريا، أن تشكل تهديدا مباشرا على حاملات الطائرات الأمريكية، وعلى رأسها الحاملة المتقدمة "يو إس إس جيرالد آر. فورد" (CVN-78)، أكبر وأحدث سفينة حربية في العالم، ورغم تمتّع هذه السفن بدرع دفاعي متعدد الطبقات وجناح جوي ضخم، إضافة إلى مرافقة مجموعة قتالية بحرية كاملة، فإن السيناريوهات الافتراضية تشير إلى وجود عدد محدود من الأسلحة القادرة على إغراقها في حالة تعطُّل منظوماتها الدفاعية كافة.

يذكر أن تكلفة بناء حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر. فورد (CVN‑78) تُقدَّر بحوالي 13.3  مليار دولار وفقا لتقارير خدمة الأبحاث في الكونغرس، وعند حساب التضخم (سعر 2019) تصل التكلفة إلى نحو 16.2  مليار دولار مع ملاحظة أن هذه الأرقام لا تشمل نحو5  مليارات دولار نفقات البحث والتطوير لفئة السفن بالكامل، وفق لـ slashgear.

أوضح التقرير أن السلاح النووي يأتي في مقدمة التهديدات، مستشهدا بتجربة عملية "كروس رودز" النووية عام 1946 في بيكيني أتول، حيث دمّرت قنبلة نووية بقدرة 21 كيلوطن حاملة الطائرات "يو إس إس ساراتوغا"، ومع امتلاك الولايات المتحدة أسلحة بقدرات تصل إلى 340 كيلوطن، والصين لرؤوس قد تتجاوز الميغاطن، فإن ضربة مباشرة من هذا النوع كفيلة بالقضاء على أي حاملة طائرات حديثة.

طوربيدات ثقيلة قادرة على شطر السفن

أشار التقرير إلى أن بعض الطوربيدات المتطورة، مثل الأمريكي Mark 48 والروسي Type 65 والصيني Yu-6، تمتلك قدرة تدميرية عالية، خصوصا عند العمل بتقنية الانفجار أسفل قاع السفينة (Keel)، وهي آلية قادرة على كسر السفينة إلى نصفين وفق ما أثبتته التجارب، ويُذكر أن الطوربيد الروسي Type 65 صُمم خصيصا لاستهداف مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية.

صواريخ فرط صوتية: سرعة تفوق قدرة الدفاعات

أبرز التقرير أن الصواريخ الفرط صوتية المضادة للسفن تمثل تهديدا متصاعدا، إذ يصعب اعتراضها بسبب سرعتها الهائلة، ومن أبرزها:

الروسي Zircon 3M22 بسرعة تصل إلى ماخ 9

الصيني DF-ZF بسرعة قد تبلغ ماخ 10

ويجمع هذا النوع بين قوة الاصطدام العالية والانفجار التقليدي، ما يجعل إصابة مباشرة قادرة على إحداث دمار بالغ قد يؤدي إلى غرق الحاملة.

سرب مسيّرات منخفضة التكلفة وعالية الفعالية

أوضح التقرير أن الحرب الروسية-الأوكرانية أثبتت فعالية تكتيكات سرب الزوارق غير المأهولة (USV) المحمّلة بالمتفجرات، حيث تمكنت من إغراق سفن روسية في البحر الأسود.

وأشار إلى أن استخدام مئات من هذه المسيّرات ضد حاملة طائرات قد يتسبب بتآكل هيكلها تدريجيا حتى الغرق، في تكتيك منخفض التكلفة مقارنة بسعر حاملة مثل "فورد" الذي يتجاوز 13.3 مليار دولار.

سفينة ضخمة محمّلة بالمتفجرات… هجوم بدائي لكنه كارثي

لفت التقرير إلى إمكانية لجوء خصم ما إلى استخدام سفينة شحن كبيرة أو ناقلة نفط مملوءة بالمتفجرات واصطدامها عمدا بحاملة الطائرات.

واستشهد بهجوم "يو إس إس كول" عام 2000، حين أدى زورق صغير مفخخ إلى إحداث فجوة عرضها 12 مترا ومقتل 17 بحارا، رغم أن المدمرة الأمريكية أصغر بعشر مرات تقريبا من الحاملة "فورد".

ومع تضخيم حجم السفينة المهاجمة، فإن حجم الدمار المحتمل يصبح كفيلا بإغراق حاملة طائرات.

تهديدات نظرية ولكنها قائمة

واختتم التقرير بالتأكيد على أن هذه السيناريوهات تبقى نظرية في ظل القدرات الدفاعية الضخمة التي تمتلكها حاملات الطائرات الأمريكية، لكنها تكشف في الوقت نفسه أن عددا محدودا من الأسلحة حول العالم قد يشكل خطرا وجوديا على أكبر السفن الحربية الأمريكية في حال اختراق أنظمتها الدفاعية.