أقرّ المستشار الألماني فريدريش ميرتس بوجود أوجه قصور في تواصل الحكومة الائتلافية مع الرأي العام خلال الأشهر الأولى من توليها الحكم، متعهدا بمعالجة هذا الأمر.

وقال رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي في مقابلة مع قناة الحزب "سي.دي.يو.تي.في"، والمقرر بثها صباح اليوم الجمعة: "علينا مواصلة العمل على تحسين تواصلنا... القرارات في جوهرها صحيحة، لكن عرضنا الخارجي لا يزال بحاجة إلى تحسين".

تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم الألماني يضم التحالف المسيحي المحافظ (المكون من حزب ميرتس والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) والحزب الاشتراكي الديمقراطي.

واستشهد ميرتس بقرار عدم تخفيض ضريبة الكهرباء على الجميع في هذه المرحلة كمثال، وقال: "من حيث الجوهر، القرار صحيح، لكننا لم نوضحه للرأي العام بشكل جيد... كان يتعين علينا تناول هذه المسألة بشكل أكثر جدية داخل الحزب وفي الكتلة البرلمانية. كان يجب علينا إجراء النقاش بشكل أفضل".

وذكر ميرتس أن هذا ينطبق أيضا على قراره الشخصي بتقييد توريد أسلحة ألمانية إلى إسرائيل بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وقال: "اضطررت إلى اتخاذ هذا القرار بسرعة، ولكن بنفس السرعة كان عليّ إطلاع الكتلة البرلمانية والحزب والرأي العام بشكل أفضل".

يُذكر أن ميرتس اتخذ هذا القرار بمفرده. وحتى اليوم لم يتضح بعد بصورة جلية مع من تشاور بشأنه مسبقا.

وقال ميرتس: "إذا توقفنا عن التعلم، توقفنا عن الحكم الرشيد"، مضيفا أنه يسأل نفسه كل صباح عما إذا كان رتب الأولويات في وضعها الصحيح، وقال: "وهذا بالطبع يشمل التواصل الجيد".

وأكد ميرتس ضرورة أن تتحدث الحكومة أكثر عن نجاحاتها، وقال: "لن يفعل الآخرون ذلك إذا لم نفعله بأنفسنا"، مشيرا إلى الانخفاض الكبير في عدد طالبي اللجوء كنجاح للحكومة الجديدة في مستهل فترتها التشريعية. في المقابل، ذكر ميرتس أن الأمور لا تسير بهذه السرعة عندما يتعلق الأمر بالنمو الاقتصادي، وقال: "لدينا العديد من المجالات التي يجب العمل عليها الآن"، مشيرا بالتحديد إلى سياسة الطاقة وإصلاح نظام الضمان الاجتماعي.

وأضاف ميرتس أنه يعتقد لذلك أنه من الضروري تحسين إدارة التوقعات، وقال: "علينا أيضا أن نوضح للشعب أنه لا يمكن إنجاز كل هذا في يوم واحد".