حقق رئيس الحكومة الليبرالي، مارك كارني، أمس، فوزاً انتخابياً تاريخياً في كندا، متعهداً الانتصار على الولايات المتحدة في الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب، وبعدم نسيان ما أسماها الخيانة الأمريكية. وقال كارني، أمام مناصريه: «العلاقة السابقة مع الولايات المتحدة انتهت.. الرئيس ترامب يسعى إلى كسرنا لامتلاكنا»، داعياً البلاد إلى الوحدة لمواجهة الأشهر الصعبة المقبلة التي تتطلب تضحيات، على حد قوله. بدوره، تعهد زعيم حزب المحافظين المعارض، بيار بوالييفر في خطاب الاعتراف بالهزيمة، العمل مع كارني ووضع مصالح البلاد فوق الصراعات الحزبية في مواجهة ما أسماها التهديدات غير المسؤولة للرئيس الأمريكي.
وقال بوالييفر: «أود تهنئة رئيس الوزراء كارني على قيادته حكومة الأقلية هذه.. ستكون لدينا فرص كثيرة للنقاش والاختلاف، ولكننا نتحد الليلة سويا ككنديين.. وسنقوم بواجبنا لمحاسبة الحكومة، علينا أن نتعلم من دروس الليلة حتى نتمكن من تحقيق نتيجة أفضل في المرة المقبلة التي يقرر فيها الكنديون مستقبل البلاد».
من جهته، اعتبر وزير الثقافة، ستيفن غيلبو، في حديث إلى محطة «سي.بي.اس» العامة، أن الهجمات العديدة التي شنها الرئيس ترامب على الاقتصاد الكندي وعلى سيادتنا وهويتنا، حركت الكنديين، مشيراً إلى أن الناخبين وجدوا أن رئيس الحكومة كارني لديه خبرة على الساحة الدولية.
168 مقعداً
وحصد الحزب الليبرالي بزعامة كارني أصوات 43.5 في المئة من الناخبين، ليحصل بذلك على 168 مقعداً في مجلس العموم من أصل 343 مقعداً، متفوقاً على منافسه، حزب المحافظين، الذي حلّ ثانياً وحصل على 144 مقعداً.
ووفقاً لنتائج أولية نُشرت بعد فرز أصوات أكثر من 99 في المئة من مراكز الاقتراع، بلغت نسبة الاقتراع نحو 67 في المئة، وهي نسبة أعلى قليلاً من النسبة التي سجلتها انتخابات 2021، لكنها مماثلة لانتخابات 2019. ودُعي نحو 29 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع، وأدلى أكثر من 7.3 ملايين منهم بأصواتهم بشكل مبكر، وهو رقم قياسي. ويعني هذا الفوز بقاء كارني كرئيس للوزراء، وهو الذي تسلم المنصب في بداية مارس الماضي خلفاً لجاستن ترودو الذي تقدّم باستقالته، لكن ليس من الواضح بعد ما إذا كان الليبراليون سيحظون بأغلبية في مقاعد مجلس العموم، أو سيشكلون حكومة أقلية.
المفوضية الأوروبية
في السياق، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أن العلاقات بين أوروبا وكندا قوية وتتعزز، مهنئة كارني على فوزه. وقالت عبر «إكس»: «أتطلّع إلى العمل معاً بشكل وثيق، سواء على المستوى الثنائي أو ضمن مجموعة السبع.. سندافع عن قيمنا الديمقراطية المشتركة ونشجع على التعددية وندعم التجارة الحرة والعادلة». وفي لندن، هنأ رئيس الحكومة كير ستارمر، كارني، ورحب بتعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة وكندا. وقالت الصين، إنها مستعدة لتطوير العلاقات مع كندا.
