عبّر آلاف الإسرائيليين، أمس، عن تضامنهم مع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس وجماعات مسلحة أخرى في قطاع غزة، من خلال إضرابات وتظاهرات في مختلف أنحاء البلاد، قوبلت بانتقادات من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي وشخصيات أخرى في حكومته.

وخرج آلاف المتظاهرين، أمس، إلى الشوارع في إسرائيل مطالبين بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق لإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، الأمر الذي أغضب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي اعتبر هذه الدعوات تقوية لحركة حماس، في حين يستعد الجيش الإسرائيلي لتوسيع الحرب في غزة.

وشهدت مدن عدة إغلاقاً للطرق وإشعالاً للإطارات، إلى جانب مناوشات مع عناصر الشرطة الذين انتشروا بكثافة بعد دعوات منتدى عائلات الأسرى في غزة للتظاهر.

وجاءت الاحتجاجات بعد أكثر من أسبوع من موافقة المجلس الأمني في إسرائيل على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين، في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهراً.

وأفاد مراسل فرانس برس بأن معظم المحال التجارية في القدس وتل أبيب كانت أبوابها مفتوحة أمام الزبائن، وذلك رغم الدعوة إلى الإضراب الشامل في كل أنحاء إسرائيل.

وأغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية ومن بينها الطريق السريع الواصل بين القدس وتل أبيب.

وقال عوفير بنسو (50 عاماً)، وهو واحد من آلاف المتظاهرين الذين بدأوا التجمع في وسط تل أبيب «هذه ربما فرصة اللحظة الأخيرة المتاحة لإنقاذ الرهائن».

وأضاف: «ليس كل الإسرائيليين سواسية.. ثمة جزء مهم منهم يعارض السياسة الرسمية»، بينما أحاط به محتجون حمل بعضهم رايات كتب عليها «681»، في إشارة إلى عدد الأيام التي انقضت منذ احتجاز الرهائن.

وفي القدس، تجمع متظاهرون أمام مقر إقامة نتانياهو، داعين إلى «إنهاء الحرب» و«إعادة الجميع» في إشارة إلى الرهائن. وعلى بعد مئات الأمتار، في مركز «مأمن الله» التجاري، غابت المظاهر الاحتجاجية.

وقال ديفيد فايسمان صاحب معرض فني: إن الكلفة المالية للإضراب ستكون باهظة، معتبراً أنه لن يكون ذا جدوى.

وأوضح: «بجميع الأحوال، الاحتجاجات لن تؤثر على قرارات الحكومة بشأن توسيع الحرب في غزة.. لن يكون لها أي فائدة».

وتواجه التظاهرات معارضة نتانياهو ووزراء في حكومته التي ينظر إليها على أنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وقال نتانياهو: إن الدعوات لإنهاء الحرب بدون هزيمة «حماس» من شأنها تقوية الموقف التفاوضي للحركة وتأجيل إطلاق سراح الأسرى.

وأضاف أمام اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر: إن إنهاء الحرب بدون هزيمة حماس، سيضمن تكرار أهوال 7 أكتوبر 2023، وستضطر إسرائيل إلى أن تخوض حرباً بلا نهاية، حسب وكالة بلومبرغ للأنباء.

وتابع: إن «حماس» تطالب بأن تنسحب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بأكمله، ما سيسمح لها بإعادة تنظيم صفوفها وإعادة تسليح نفسها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى.

وأضاف «للمضي قدماً في إطلاق سراح رهائننا وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديداً على إسرائيل، يجب علينا أن نكمل المهمة ونهزم حماس».

وهاجم وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش التظاهرات، وقال: «يستيقظ شعب إسرائيل هذا الصباح على حملة مشوهة وضارة تخدم مصالح حماس التي تخفي الرهائن في الأنفاق وتسعى لدفع إسرائيل إلى الاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر».

أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فاعتبر أن الدعوة إلى الإضراب «فشلت». ورأى عبر تليغرام أن الإضراب «يقوي حماس ويستبعد إمكان عودة الرهائن».

في المقابل، رفض زعيم المعارضة يائير لبيد اتهامات الوزيرين وخاطبهما متسائلاً «ألا تخجلان؟ لا أحد عزز (من وجود) حماس أكثر منكما». واعتبر أن «الشيء الوحيد الذي سيُضعف حماس هو إسقاط هذه الحكومة الفاسدة والفاشلة».

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي «تركيز» عملياته في مدينة غزة بشمال القطاع، إلى أن يتم «القضاء» على حماس، بحسب ما أفاد رئيس أركانه إيال زامير بعد اجتماع مع مسؤولين عسكريين. وقال زامير في بيان: «نُقر اليوم الخطة للمرحلة التالية في الحرب». وأضاف البيان أن زامير قام بجولة ميدانية في القطاع، ونقل عنه قوله «سنحافظ على الزخم الذي تحقق في (عربات جدعون) مع تركيز الجهد في مدينة غزة».

وعربات جدعون هو الاسم الذي أطلقته إسرائيل على عمليتها العسكرية البرية في غزة والتي أعلنتها منتصف مايو.