ساعد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس حزب البديل من أجل ألمانيا في تحقيق نتائج هي الأقوى في تاريخه حيث حصل في المؤشرات الأولية على 20.5% من أصوات الناخبين الألمان.
وقبيل الانتخابات ظهر إيلون ماسك عبر مكالمة فيديو خلال تجمع لحزب البديل من أجل ألمانيا في وقت سابق من هذا العام، كما التقى فانس مع زعيمة الحزب أليس فايدل خلال ظهوره في مؤتمر ميونيخ للأمن في وقت سابق من هذا الشهر.
أفضل أمل للألمان
واعتبر إيلون ماسك الانتخابات التشريعية الألمانية بـ"المصيرية لألمانيا وربما للعالم".
وأمام قاعة تضم 4500 شخص، إلى جانب زعيمة الحزب أليس فايدل، دعا ماسك الألمان إلى "التصويت بقوة لصالح حزب البديل"، و"المحاربة من أجل مستقبل مشرق لألمانيا"، حيث وصف الحزب اليميني المتطرف بأنه "أفضل أمل للألمان".
وحاول ماسك إغراء الناخب الألماني بدعوته للحفاظ على "الثقافة الألمانية" و"حماية الشعب الألماني"، وأشاد بـ"الأمة الألمانية" التي يعود تاريخها إلى "آلاف السنين".
واعتبر إيلون ماسك الحكومة الحالية التي يقودها أولاف شولتس "تقمع حرية التعبير بشكل عدواني"، ولذلك يتعين على حزب "البديل من أجل ألمانيا" أن "يقاتل ويقاتل ويقاتل"، من أجل "مستقبل عظيم لألمانيا وأوروبا".
و برز ماسك كأحد أكبر المدافعين عن حزب "البديل"، كما وجّه انتقادات كبيرة للحكومة الألمانية، إذ وصف المستشار الألماني شولتس بأنه "أحمق"، وشبّه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بـ"طاغية غير ديمقراطي".
أكبر قوة معارضة في البرلمان الألماني
وبحسب يان راتيه، وهو كبير الباحثين في مركز الرصد والتحليل والاستراتيجية (CeMAS)، فإنَّ ماسك مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالكثير من الحسابات اليمينية المتطرفة على الإنترنت من خلال التعليقات وإعادة النشر. وكل منشور من منشوراته على موقع إكس يصل إلى ملايين المستخدمين في جميع أنحاء العالم وفق "dw".
ومن المتوقع أن يصبح حزب البديل من أجل ألمانيا أكبر قوة معارضة في البرلمان الألماني، وسيعمل على تطبيع موقفه في المشهد السياسي في البلاد، وقد تخدم نتائجهم أيضًا في تعزيز الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى في الانتخابات في جميع أنحاء أوروبا.
التوقعات الكاملة لنتائج الانتخابات هي كما يلي:
الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي: 28.5%
حزب البديل من أجل ألمانيا: 20.5%
الحزب الديمقراطي الاشتراكي: 16.1%
الخضر: 12%
الحزب الديمقراطي الحر: 4.5%
الحزب اليساري: 8.6%
تحالف الصحراء فاغنكنخت: 4.8%
آخرون: 3.8%
والأحزاب التي تفشل في الحصول على ما لا يقل عن خمسة في المائة من الأصوات لا تتمكن من الحصول على أي مقاعد.
زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا"
وأشادت زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي أليس فايدل بـ"النتيجة التاريخية" التي حقّقها حزبها في الانتخابات التشريعية.
وقالت فايدل في مقر حزبها في برلين بعدما حصل الحزب على ما بين 19,5 و20 % من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه قبل أربع سنوات، وهي نتيجة تاريخية لهذا التشكيل المناهض للهجرة والذي أسس عام 2013 "لقد حققنا نتيجة تاريخية"، مضيفة أن الحزب أصبح الآن "راسخا بقوة" في المشهد السياسي.
البداية والتأسيس
ويعود تاريخ حزب البديل من أجل ألمانيا إلى مارس 2010 قبل تأسيسه، عندما قالت المستشارة الألمانية حينها أنجيلا ميركل، إنه لا يوجد "بديل" لمساعدة اليونان، فأنشأ أستاذ الاقتصاد بجامعة هامبورغ بيرند لوكه مجموعة معارضة لها، أطلق عليها اسم "البديل من أجل ألمانيا"، وقد أصبح حزباً حقيقياً عام 2013، وفي انتخابات 2017 أصبح ثالث أقوى قوة في ألمانيا بحصوله على 12.6% من الأصوات و94 ممثلاً منتخباً.
