عادت تلميحات الإعلام الأمريكي مجدداً حول رؤيتهم مدى قوة ونفوذ وسطوة الملياردير، إيلون ماسك، في الإدارة الأمريكية الحالية، التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، وهذه المرة عبر غلاف مجلة «تايم» في عددها الأخير، الذي جسد فيه ماسك جالساً على المقعد الرئاسي في البيت الأبيض، وخلفه العلم الأمريكي، في إشارة إلى مدى قوة تأثيره على قرارات الرئيس الأمريكي.

رد ساخر من ترامب

وجاء رد الرئيس الأمريكي ترامب بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» ساخراً في المؤتمر الصحفي، الذي جمعه برئيس الوزراء الياباني: «أما زالت مجلة تايم تعمل، لم أكن أعرف ذلك»،

ثم أضاف ممتدحاً ماسك: «إيلون يقوم بعمل رائع إنه يجد احتيالاً وفساداً وإهداراً هائلاً»، مشيراً إلى العمل الذي قام به الملياردير لإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، «لديه طاقم عمل رائع. لقد أراد القيام بذلك لفترة طويلة».

وسبق للرئيس ترامب أن انتقد المجلة في فترته الرئاسية الأولى عندما نشرت المجلة على غلافها صورة ستيف بانون، وقالت إنه ثاني أقوى رجل في العالم، وبعد عدة أشهر جرى إبعاد ستيف بانون من مجلس الأمن القومي.

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «يو إس إيد»

وتأتي انتقادات مجلة «تايم» للملياردير، إيلون ماسك، لمواقفه المتشددة في إدارته للأزمة الفيدرالية تجاه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «يو إس إيد»، التي أوصى بإغلاقها فوراً، وهو الأمر الذي استجاب له الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رغم الاعتراضات المكثفة سواء الرسمية أو الشعبية، وأعلن، أمس، عبر منشور على منصته «تروث سوشل» أن «الفساد بلغ مستويات نادراً ما شوهدت من قبل. أغلقوها!»، متحدثاً عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وأضاف أن «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تثير حالاً من الجنون لدى اليسار الراديكالي.. فيها كثير من الاحتيال، لا يمكن تفسيره إطلاقاً».

جدل فيدرالي

وتتطابق أحاديث المجلة مع أمر قضائي سابق، أصدرته قاضية أمريكية، مددت بالوقف المؤقت لقرار الرئيس دونالد ترامب تجميد التمويل الفيدرالي لبرامج مساعدات ومنح وقروض مالية.

وقالت القاضية لورين علي خان، إن المجلس الوطني للمنظمات غير الربحية وآخرين رفعوا قضية ضد قرار ترامب، أظهروا أنهم سيعانون «ضرراً لا يمكن إصلاحه» في حال تنفيذه.

وقضت لورين بوقف مؤقت لتجميد المساعدات الأسبوع الماضي بانتظار انتهاء جلسة استماع مقررة في واشنطن، لتصدر بعد ذلك بوقت قصير حكمها بتمديد الوقف المؤقت.

وقالت في نص قرارها المؤلف من 30 صفحة: «إن الشهادات والأدلة التي قدمها المدعون ترسم صورة صارخة للذعر على مستوى البلاد في أعقاب تجميد التمويل».

أضافت: «تم استبعاد المنظمات التي لديها كل مهمة يمكن تصورها، الرعاية الصحية والبحث العلمي والملاجئ الطارئة والمزيد، منع عنها التمويل أو تم حرمانها من الموارد الحيوية اعتباراً من 28 يناير».

ولفتت في قرارها إلى أن البيت الأبيض تجاوز حدوده، ومهمة صرف موارد الحكومة من صلاحية «الكونغرس وليس السلطة التنفيذية»، موضحة أن العديد من المنظمات لا تزال تنتظر صرف الأموال.

والمعروف أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية توزع مساعدات إنسانية حول العالم.

وجمدت إدارة ترامب المساعدات الخارجية، وأمرت آلاف الموظفين المقيمين في الخارج بالعودة فوراً إلى الولايات المتحدة.