كرم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، المعلم منصور المنصور من المملكة العربية السعودية بجائزة أفضل معلم في العالم، والتي تنظمها مؤسسة فاركي بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
وتُعد النسخة الـ 9 من الجائزة البالغ قيمتها مليون دولار أمريكي الأكبر من نوعها على الإطلاق. وتم اختيار منصور المنصور، المعلم في مدرسة الأمير سعود بن جلوي بالأحساء بالمملكة العربية السعودية، من بين أكثر من 5000 مُرشح من 89 دولة حول العالم في هذه النسخة، تكريماً له ولإسهاماته البارزة في مجال التعليم. حيث استطاع أن يقدم أكثر من 3000 ساعة من العمل التطوعي في مجتمعه، مما ساهم في إحداث تغييرات إيجابية في حياة المئات من الأيتام الموهوبين.
وساهمت جائزة المعلم العالمية في جذب أكثر من 100 ألف متقدم ومُرشح من جميع أنحاء العالم منذ إطلاقها، وتهدف إلى تكريم المعلمين المتميزين الذي يقدمون إسهامات بارزة في مجال التعليم والتدريس، كما تُبرز الجائزة الدور الهام للمعلمين في المجتمعات.
وعلى هامش التكريم أعرب منصور بن عبد الله المنصور عن تقديره لهذا التكريم قائلاً: «أود أن أتقدم بخالص الشكر لمجموعة جيمس للتعليم، ومؤسسة فاركي، واليونسكو على هذا التكريم. إنه لمن دواعي التواضع والفخر أن أكرم إلى جانب نخبة من المعلمين المتميزين من مختلف أنحاء العالم. ومن خلال هذه المنصة الملهمة، أتطلع إلى إحداث تأثير إيجابي في حياة الأطفال داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، فكل طفل يستحق فرصة للتميز، بغض النظر عن ظروفه، لذا سأواصل جهودي لكسر الحواجز لضمان عدم تخلف أي طفل عن الركب».
وفي هذا الصدد، قال ساني فاركي، مؤسس جائزة المعلم العالمية، ومجموعة جيمس للتعليم، ورئيس مؤسسة فاركي: «يسرنا أن نهنئ المنصور على فوزه بجائزة المعلم العالمية لعام 2025، إحدى المبادرات الرائدة لمجموعة جيمس للتعليم. إن رحلتك الملهمة تمثل تجسيداً حقيقياً لشغفك العميق وتفانيك المستمر، كما تعكس القوة العظيمة للتعليم في تغيير حياة الأفراد والمجتمعات».
خبرات
بدأ المنصور مسيرته المهنية عبر تقديم خبراته التعليمية والمجتمعية في الأحياء الفقيرة منذ عام 2001، حيث قدم دعماً ملموساً للطلاب الذين يواجهون تحديات أكاديمية، بما في ذلك أصحاب الهمم والأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، إلى جانب أولئك الأطفال من الأسر الأمية. وبدأت رحلته التدريسية في مبنى مدرسي صغير مُستأجر كان في الأصل مطبخاً للمدرسة، ليحول هذا المكان إلى أحد أفضل 10 بيئات تعليمية في المملكة العربية السعودية لتعليم الموهوبين.
ونجح في ذلك عبر توفير التدريب للطلاب في أبرز مراكز رعاية الموهبة والإبداع بالمملكة، بالإضافة إلى ربطهم بنخبة من الأساتذة في جامعة الملك فيصل من خلال برنامج إرشادي متقدم. كما أسس حاضنة ابتكار ساهمت في إثراء أفكار الطلاب وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، مما أسفر عن فوزهم بجوائز مرموقة على المستوى العالمي.
وساهم المنصور في تمكين طلابه من المشاركة في مبادرة «ريالي» للوعي المالي، التي تهدف إلى تقديم الدعم للطلاب ذوي الدخل المنخفض، عبر تزويدهم بمهارات ريادة الأعمال والتدريب اللازم لاكتساب المعارف المالية التي تتيح لهم تحقيق الاستقلال المالي. من خلال تعاونه مع المؤسسات الخيرية، قدّم منصور قروضاً بدون فوائد بقيمة 500 ريال سعودي لكل طالب لإنشاء مشاريع صغيرة «أكشاك»، مما أتاح لهم كسب ما بين 1,300 و1,500 ريال سعودي في غضون شهرين. وفي إطار النجاحات المستقلة، يمتلك أحد طلاب منصور الآن مشروعاً صغيراً يدر له دخلاً ثابتاً شهرياً يتراوح بين 1,500 و2,500 ريال سعودي.
كما قدم المنصور أكثر من 3,000 ساعة من العمل التطوعي، حيث خصص وقته لتعليم حوالي 250 يتيماً بعدد من المدارس من أصحاب المواهب، معززاً مهاراتهم الحياتية الأساسية. ويعتزم المنصور تخصيص مبلغ الجائزة البالغ مليون دولار أمريكي في بناء مدرسة تجمع هؤلاء الأيتام الموهوبين. وبعيداً عن ساعات عمله الرسمية، يقود المنصور برنامجاً لنزلاء السجون، حيث يساعدهم على تحسين مهارات القراءة والكتابة، ويمنحهم فرصة ثانية لإحداث تأثير إيجابي. وقد أسفرت جهوده التعليمية مع السجناء عن تخفيض مدة العقوبة للعديد منهم.
بالإضافة إلى ذلك، كان المنصور جزءاً من تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية والتعليمية والإنسانية، مثل جمعية «قبس التعليمية»، التي تقدم برنامج محو الأمية لـ 3,250 متعلماً. وفي سياق دعمه المستمر للمجتمع التعليمي، تمكن المنصور من تأليف أكثر من 21 كتاباً في مجال التعليم، تغطي مواضيع مثل التدريس المبتكر والأخلاق المهنية، وقدم أكثر من 300 ساعة تدريبية للمعلمين في مختلف أنحاء منطقة الخليج.
وبفضل التأثير الملموس لمساهماته، تم تعيين منصور سفيراً دولياً لمؤسسة حمدان بن راشد في دبي، حيث يتنقل بين دول الخليج لمشاركة خبراته وتدريب المعلمين.
وشملت قائمة أفضل 10 مرشحين نهائيين للفوز بجائزة المعلم العالمية من مجموعة "جيمس" للتعليم، كلاً من بريت داسكومب من أستراليا، وسيلين هالر من فرنسا، وإريك هوك من الولايات المتحدة، وكارينا سارو من الأرجنتين، ومحمد عمران خان ميواتي من الهند، ومحمد نظمي من ماليزيا، ورامون ماخي فلوريانو من كولومبيا، وسوباش شاندار كي من نيوزيلندا، وتيونج متامبو من ملاوي.
من جهتها، شددت ستيفانيا جيانيني، المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في اليونسكو، على أهمية دعم المعلمين والاستثمار فيهم قائلة: «تفخر اليونسكو بدعم الجائزة العالمية للمعلم، التي تكرّم تفاني المعلمين حول العالم وإسهاماتهم الجوهرية. في ظل التحديات المتزايدة، من تراجع أعداد المعلمين إلى التحولات التكنولوجية السريعة، يصبح الاعتراف بالمعلمين والاستثمار فيهم أمراً أساسياً لبناء مستقبل أكثر شمولاً واستدامة. فالمعلمين لا يشكلون ملامح الجيل المقبل فحسب، بل يعملون على صياغة مستقبل المجتمعات بأكملها».
